نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية تقريرًا مطولًا عن الدول التى شهدت ثورات الربيع العربى وأوضحت أن تلك الدول كان متوقعا لها أن تشهد "فجرًا جديدًا للديموقراطية" ولكن الأمر تحول إلى "موجة من العنف والحروب الأهلية" ..فيما عدا تونس الاستثناء الذى كسر القاعدة. تونس: تصرف يائس من بائع متجول يشعل العالم العربى بعدما قام البائع المتجول محمد بوعزيزى بإضرام النار فى نفسه كنوع من التعبير عن "اليأس من تكافؤ الفرص فى دولة كان يحكمها رئيس ديكتاتورى فاسد وهو زين العابدين بن على" .. ولكن ما زالت البطالة تحتل نسبة 15% بين التونسيين والإرهابيين يستهدفون تونس التى باتت رمزا للانتقال السياسشى السلمى الشمولى. فى الوقت نفسه، جلبت الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية فى تونس إئتلافًا من الإسلاميين والعلمانيين، مما قوى التعددية والتطور كجزء من إنجازات الثورة. مصر: لم ترض بعد عن ثمار الثورة بعد الإطاحة بمبارك من حكمه الذى استمر 30 عامًا وإدارة البلاد بواسطة حكومة انتقالية لمدة عام فى الفترة بين 2011 و2012، صعد إلى الحكم جماعة الإخوان بقيادة الرئيس السابق محمد مرسى الذى لم ينسجم معه المصريون لفرضه الحكم الإسلامى على البلاد. فاز السيسى بالانتخابات فى مايو 2014 الماضى ولكن الانتخابات البرلمانية تأجلت لمدة عام ونصف ومن المقرر أن تعقد فى أكتوبر الجارى. على الرغم من ذلك، رأت الصحيفة أن مصر مازالت تشهد توترات وغير راضية عن ثمار الثورة. ليبيا: مقتل القذافى يخلف فوضى دامية رأت لوس أنجلوس تايمز أن مقتل القذافى على يد المتمردين فى ليبيا بمساعدة ضربات حلف " الناتو" الجوية، أخلف فوضى عارمة لم تستطع الحكومات المتنافسة فى بنغازى وطرابلس السيطرة عليها، مما جعل ليبيا أرضا خصبة لداعش وفى ظل غياب القانون أصبحت السواحل الليبية مركزًا لتهجير اللاجئين السوريين. البحرين: السنة تخمد مطالب الشيعة بالإصلاح أشعلت مطالبات الدول العربية بتأسيس حكومات ائتلافية، ثورة الأغلبية الشيعية فى البحرين ضد القيود الاجتماعية والسياسية التى فرضتها السنة ولكن سرعان ما أخمدت تلك الثورة وبالرغم من تأييد واشنطن لثورات الربيع العربى إلا أنها أظهرت التجاهل تجاه أحداث ثورة الحرين نظرا لأن البحرين تستضيف الأسطول الخامس الأمريكى منذ عقود طويلة. اليمن : انتفاضة ضد الفساد تنقلب إلى حرب انتشر الفقر والفساد لمدة 33 عامًا تحت حكم الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح ما أدى إلى انضمام اليمنيين إلى ثورات الربيع العربى والإطاحة بصالح ولكن إرساء الاستقرا ر وتطبيق الإصلاحات تحت حكم الرئيس الحالى عبد ربه منصور هادى كان صعب المنال فى ظل ميليشيات صالح. استطاعات قوات الولاياتالمتحدة والسى اى ايه بشن غارات جوية بواسطة طائرات بدون طيار ضربت مواقع للقاعدة فى اليمن كان من بينها إسقاط أنور العوالقى، أحد الرؤوس المدبرة فى تنظيم القاعدة. سوريا: تظاهرة تولد تمرد، فحرب أهلية، فتدخل قوى عالمية.. والأسد يبقى مع نجاح معظم دول الربيع العربى فى إسقاط رؤسائهم وإبداله بأخر إلا أن سوريا وبعد 5 سنوات من الثورة لم تستطع حتى الأن الإطاحة بالأسد. تحولت سوريا إلى مشهد صراع مسلح بين قوات نظام الأسد والمعارضة السورية. ومع سوء الوضع، بدأت الولاياتالمتحدة والغرب تأييد فكرة دعم التمردين السوريين وجذب مجندين من السنة من أقطار العالم العربى لمحاربة أقلية الأسد الشيعية، ثم ظهرت داعش برغبتها فى تأسيس "دولة الخلافة" بالسيطرة على نصف مساحة سوريا وأجزاء كبيرة من العراق وتهديد المدينة السورية حلب وعاصمة الحكم. جذبت تلك الهزيمة روسيا للتدخل فى سوريا كطرف دولى، وشن ضربات جوية غير منسقة ضد المسلحين فى سوريا وتأييد الأسد. وصل الحال فى سوريا االيوم إلى هجرة نصف السكان إلى خارج البلاد وهو ما يعرف الآن بأزمة اللاجئين السوريين ووصل عدد القتلى إلى حوالى ربع مليون قتيل، وفقًا لبيانات الأممالمتحدة.