حزب العمال بيان صفاقس في 9 نوفمبر 2021: تعتبر ولاية صفاقس من اكثر المدن تلوثا في البلاد التونسية وقد اثر ذلك طيلة عقود على جودة الحياة فيها وساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض الصدرية و السرطانية و الجلدية وحولها الى جحيم لا يطاق ومنذ مدة انضاف الى الازمة البيئية المتواصلة عنصر جديدا متمثلا في ازمة الفضلات المنزلية التي تكدست في الانهج و الازقة والطرقات ووسط الاحياء السكنية . هذا وقد نبه حزب العمال في اكثر من مناسبة الى وضع حل جذري لهذه الأزمة وإنهاء معاناة سكان عقارب بصفة خاصة و سكان مدينة صفاقس بصفة عامة. لقد دمر مصب الفضلات "القنة" مدينة عقارب واجهز على ثرواتها الفلاحية وعسر الحياة على متساكنيها ما دفع بهم إلى النضال من أجل فرض الغلق وهو ما توصلوا له منذ سنة خلت بمقتضى اتفاق يفضي إلى غلق المصب نهائيا علاوة على أن محكمة الناحية بعقارب أصدرت قرارا بغلق المصب كما أن الوكالة الجهوية للتصرف في النفايات قضت بغلق المصب لتجاوزه طاقة الاستعاب. إلا أن الرأي العام فوجئ امس الاثنين 8 نوفمبر2021 بقرار صادر عن وزارة البيئة مفاده بإعادة فتح المصب بالقوة العامة وذلك بعد فشل المحاولات الرامية إلى فتح مصب جديد بالمحرس. وقد جوبه القرار بغضب وسخط ترجم في احتجاجات سلمية من متساكني عقارب واجهتهم قوات الامن بالغاز المسيل للدموع واستعمال كثيف للرش ما أدى إلى استشهاد الناشط عبدالرزاق الأشهب وأمام كل هذا فإن حزب العمال يتوجه إلى الرأي العام الجهوي و الوطني بالآتي: 1- نتقدم بتعازينا الحارة لعائلة الشهيد ولكافة متساكني عقارب 2-اداتنا للحلول الأمنية في مواجهة الاحتجاجات السلمية التي تعيد الى ذاكرتنا الأساليب القمعية لنظام بن علي واحداث الرش في سليانة خاصة زمن حكم النهضاوي المدعو علي العريض. كما تؤكد أن حكومة نجلاء بودن ورئيس الجمهورية قيس سعيد لا حلول و لا خيارات جديدة لهم تميزهم عن سالفيهم سواءا كانت على المستوى الاقتصادي او الاجتماعي أو البيئي او الامني. 3-نطالب النيابة العمومية بفتح تحقيق جدي وفوري في ملابسات الوفاة ومحاسبة المتورطين وندعوها الى تعقب المتسببين المباشرين في الأزمة البيئية التي تعيشها صفاقس منذ أكثر من أربعين يوما ومحاسبة كل الأطراف المتداخلة من إدارات مركزية و جهوية و بلديات. 4-نطالب بالتراجع الفوري عن قرار فتح المصب لما له من تداعيات صحية على سكان عقارب وهو ما أكدناه سابقا خاصة في ضل وجود حلول اخرى على المدى المتوسط و البعيد التي لم يعرها اي طرف من الأطراف المتداخلة اهتماما يذكر. 5-نؤكد أن الصراع بين قيس سعيد و النهضة ،بين السلطة المركزية و السلط المحلية لامصلحة للشعب التونسي فيه وستكون نتائجه وخيمة على كل البلاد فبعد صفاقس شبح الازمة البيئية يخيم على العاصمة و على ولاية بنزرت ولاحقا كل الجهات 6- نهيب بكافة القوى التقدمية والديمقراطية و بالمنظمات الوطنية ان تعبر عن دعمها و مساندتها لسكان عقارب بصفة خاصة وندعوها الى العمل من أجل إنهاء كابوس الازمة البيئية المخيم على مدينة صفاقس .