أكدت أستاذة الطب النووي وعضو جمعية "رجاء" لمؤازرة مرضى السرطان، الدكتورة فاطمة حمزة، أن "هناك حاجة ملحة لتوفير تمويلات إضافية لاستكمال أشغال مشروع بناء وتهيئة وحدة الطعم الذاتي للخلايا الجذعية" الخاص بمرضى السرطان في قسم الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس. وأضافت الدكتورة حمزة، في تصريح ل(وات)، اليوم الثلاثاء، أن الموارد التي يحتاجها المشروع لاستكمال باقي الأشغال المقدرة بحوالي 50 بالمائة، والمتمثلة أساسا في اقتناء تجهيزات تعقيم الهواء، وتركيز مولد وتجهيزات كهربائية تقدر ب3 ملايين دينار، دون اعتبار التجهيزات والموارد البشرية التي تكفلت بهما وزارة الصحة. تبرعات وكانت أشغال القسط الأول من المشروع الذي انطلقت أشغاله في أفريل 2021 أنجزت بفضل تبرعات تم توفيرها من طرف رجال أعمال لجمعية "رجاء". من جهته، اعتبر رئيس قسم أمراض الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، الدكتور معز اللومي، أن تعطل هذا المشروع في صورة عدم توفير الاعتمادات المطلوبة، هو تعطل لخدمات طبية وإنسانية على درجة من الأهمية يمكن أن تسدى لمرضى السرطان ليس في صفاقس فحسب بل في كل ولايات الجنوب، حيث يضطر هؤلاء المرضى للتنقل إلى تونس العاصمة التي تؤمن عملية الزرع الذاتي للخلايا الجذعية بالمركز الوطني لزرع النخاع الذي تعود نشأته إلى 1998. وأكد رئيس قسم أمراض الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر على أهمية الجهود التي تبذلها الطواقم الطبية وشبه الطبية بهذا المركز الوطني، مشيرا في المقابل، إلى أن الضغط المسلط عليه بسبب الأعداد الكبيرة للمرضى الموجودين على لائحة الانتظار يؤدي إلى عدم الاستجابة لكل طلبات الزرع الذاتي لمرضى الجنوب التونسي، وهو ما ينعكس سلبا على نسبة الشفاء بما يجعل من استكمال مشروع وحدة صفاقس يكتسي طابعا ملحّا. مشقة وتشكل عملية تنقل المرضى لتلقي هذا الصنف من العلاج من عديد الولايات الداخلية إلى تونس العاصمة بحسب الدكتور اللومي، "مشقة كبرى للمرضى وتكتسي في عديد الأحيان خطورة بالغة بالنظر إلى خصوصية الفئة التي تحتاج إليها وهي فئة مرضى السرطان في مرحلة ما بعد العلاج الكيميائي التي ينزل معها مستوى المناعة في الجسم وتكون خلالها حياتهم عرضة للخطر". ويتمثل مشروع وحدة الطعم الذاتي للخلايا الجذعية الخاص بمرضى السرطان في قسم الدم بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر، في عملية توسعة وتهيئة لأحد أجنحة قسم الدم بطاقة استيعاب 8 غرف فردية لإيواء المرضى وتركيز جهاز تعقيم للهواء، وهو ما يمكن من القيام بعملية الزرع الذاتي للخلايا الجذعية للدم كعملية يقع اللجوء إليها في عديد حالات الإصابة بسرطان الدم.
