أطلقت الجامعة الوطنية للبلديات التونسية صيحة فزع، خلال ندوة صحفية عقدتها صباح اليوم الاثنين، تحت عنوان "صفاقس تختنق والحكومة تتنصّل من مسؤولياتها"، وذلك على خلفية تواصل الوضع البيئي الكارثي الذي تعيشه الجهة منذ أشهر بسبب عدم التزام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بتوفير حلول بديلة عن المصب المراقب "القنة" بعقارب الذي تم غلقه منذ شهر سبتمبر 2021. وقال رئيس الجامعة الوطنية للبلديات التونسية، عدنان بوعصيدة، خلال الندوة الصحفية التي حضرها رؤساء ومسؤولو عديد البلديات (صفاقس والمحرس وقرمدة والعين، والعامرة)، إن تنظيم الندوة يأتي "على خلفية استمرار الحكومة والسلطات المعنية في تجاهل الكارثة البيئية التي تعيشها مدينة صفاقس منذ أشهر". ودعا إلى ضرورة أن تتحمل كل مؤسسات الدولة من بلديات ووزارات معنية، ولا سيما البيئة والداخلية إلى أعلى هرم السلط، مسؤوليتها إزاء الوضعية البيئية الراهنة التي صارت تهدّد بأوبئة وأمراض وأخطار حقيقيّة على الصحة العامة، مذكّرا، في هذا الصدد، بما قاله رئيس الجمهورية الأسبوع الفارط والذي شدّد على مسؤولية الدولة في معالجة أزمة النفايات في صفاقس. واعتبر عدنان بوعصيدة أنه من صميم مسؤولية الدولة الحرص على تنفيذ الاحكام القضائية، ومنها قرار المحكمة الابتدائية بصفاقس الذي ألزمت فيه مؤخرا الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بإيجاد مصب وقتي للفضلات لمناطق قرمدة، والعين، وطينة، وأكّدت فيه أن "الاستئناف لا يوقف التنفيذ". وأضاف قائلا إن "توفير المصبات هو أيضا من مسؤوليات الدولة"، لافتا إلى ضرورة ان يتحلّى المواطن كذلك بالوعي وعدم الرفض القطعي كل من موقعه ومنطقته لاستقبال مصب مراقب أثبتت الدراسات أنه الأمثل مع توفير المراقبة البيئية له والضمانات الصحية اللازمة. وقال "إن تطوير الحلول هو من المسائل التي تهتّم بها الجامعة وتعمل عديد الهياكل الجمعياتية في صفاقس على تطويرها، وتتمثل بالأساس في رسكلة النفايات وتثمينها باعتبار أن قضية النفايات في صفاقس هي قضية وطنية تهمّ عديد الولايات والمدن ومنها تونس العاصمة.