صرحت ميليندا غيتس زوجة الملياردير الأمريكي بيل غيتس أنها تحرص على تربية أولادها على ثقافة الاعتدال في الإنفاق الذي يصل حدّ التقشف رغم ثروة زوجها الطائلة صاحب شركة ميكروسوفت أكبر شركة برمجيات في العالم ... وقالت ميليندا إنها وزوجها يرفضان أن يحيا أولادهما الثلاثة حياة الأثرياء والتعوّد على التبذير حتى يشعروا بأهمية العمل وقدسيته من أجل استكمال مسيرة الأب الناجحة وإعلاء ما بناه من صرْح وليس تدمير ما بناه بجهده وعرقه في بلادنا من شمالها وجنوبها شرقها وغربها الجميع يصيح البطالة والعطالة ممن درسوا أو انقطعوا عن الدراسة... يشتكون قلّة ذات اليد وانقطاع السبل وانسداد الآفاق ... أضرم من أضرم النار في نفسه وكأن “صناعة البوعزيزي” أصبحت تجارة رابحة ... وأضرب من أضرب عن الطعام ... واعتصم من اعتصم في الشوارع والطرقات والمؤسسات والإدارات ... اهتدت الحكومة إلى الحلّ : منحة بمائتي دينار مكافأة وجزاء للبطّالين والعاطلين سمّتها “أمل” وهي في الحقيقة “يأْْس” ... لمّح وزير التشغيل بداية العام الجاري إلى إمكانية حذفها فقامت الدنيا ولم تقعد ... تراجعت الحكومة وذهبت من جديد تستجدي من الخارج لتسديدها للعام الثاني على التوالي شعارها في ذلك “أعطيني توّه ومن بعد يعمل الله دليل” واستكمالا للمشهد تحكي مع فلاّح برّي أو بحري فيشكو لك النقص الفادح في اليد العاملة والبحّارة رغم الأجور المرتفعة ويحدّثك المقاول والكهربائي والميكانيكي والسبّاك والخبّاز قلّة اليد العاملة بل وانعدامها أحيانا في بعض الحرف والصنايْع ... تلتفت يمينا ويسارا في شوارع المدينة فيعترضك فحْل “طولو يهدْ معصرة” يسألك ثمن سيجارة أو كسكروت لأنه جائع وفي أحسن الحالات تجده رابضا أمام سيارتك طالبا منكَ دفع ثمن الإيواء رغم بْلاكة ممنوع الوقوف والتوقف والويل لك إنْ ناقشت أو رفضت ... تسأل ما الحكاية ؟ يأتيك الجواب سي “الفْحل” يتقاضى مائتي دينار أملْ ويستكمل مصروف البارْ اليومي أوْ جرعة الزطلة من جيبك وجيبي وممّا تجود عليه أحيانا غزوات البراكاجات والسرقات في النهار وعزّ القايلة أو تحت جنح الظلام ... تسأل ... والعمل وقُدسية العمل ؟ والمال الحلال ؟ وكلام بيل غيتس وزوجته ؟ راهو يوفى مال الجدّين وتبقى صنعة اليدين ... يأتيك الجواب : طز ... إذا حبّوك ارتاح لا تتعب ولا تشقى ... أحدهم خاطبني راجيا نشر هذا البلاغ : مطلوب للعمل في تونس عمّال من الهند وباكستان وبنغلاديش والفلبين والصين... السكن مضمون ... حوافز مادية هامة ... وتذكرتا سفر عبر الطائرة سنويا إلى بلد المنشأ...