تمر بلادنا بمرحلة دقيقة في مسار انتقالها الديمقراطي وتسجل ديمقراطيتنا الناشئة مزيدا من المكاسب عبر تنزيل الدستور وبناء النظام السياسي واستكمال إرساء مؤسسات الجمهورية. ويمثل حصول رباعي الحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام مكافأة لشعبنا على عبقريته وقدرة قواه الوطنية على تجاوز الأزمات السياسية عبر الحوار والتوافق. ويعد الاستقرار السياسي والاجتماعي أحد أهم المكاسب التي ينبغي المحافظة عليها وتعزيزها عبر دعم الحقوق والحريات وتحقيق الأمن وتحفيز الاقتصاد ورفع نسبة النمو وتوفير المناخات السياسية والاجتماعية والشروط التشريعية لإنجاز الإصلاحات الكبرى. لكن تجربتنا الديمقراطية الفتية تواجه خطر الإرهاب البغيض الذي قامت عصاباته مؤخراً باغتيال بشع للفتى الشهيد مبروك السلطاني والرقيب أول في الجيش الوطني علي الخترشي ومن قبلهما عدد كبير من شهداء الوطن من العسكريين والأمنيين والمدنيين. وتمثل الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فرنسا تصعيدا جديدا لعنف هذه المجموعات وجرائمها حيث ذهب ضحيتها مدنيون أبرياء من جنسيات مختلفة. وإن حركة النهضة: 1. تجدد تنديدها بالجرائم الإرهابية التي ترتكب في حق مواطنينا وتترحم على أرواح شهدائنا الأبرار وتعزي عائلاتهم. 2. تدعو للتمسك بالوحدة الوطنية واعتماد مقاربة شاملة لمواجهة إرهاب أعمى لا دين له ولا وطن، وتؤكد أن الحرب عليه طويلة والنصر فيها مؤكد بإذن الله، من أجل الانتقام للشهيد مبروك السلطاني وكل شهدائنا من العسكريين والأمنيين والمدنيين. 3. تؤكد تضامنها مع الشعب الفرنسي الصديق إثر اعتداءات باريس وتجدد تعازيها لعائلات الضحايا كما تؤكد براءة الإسلام، دين السلم والحرية والتعايش، من الجرائم التي ترتكب باسمه. 4. تذكر بأن معركتنا لتحقيق الأمن والتنمية واحدة وأن تحقيق العدالة الاجتماعية ومقاومة الفقر والبطالة والتفاوت الجهوي يقتضي عناية خاصة بالمناطق الداخلية وبث الأمل لدى التونسيين والتونسيات وإحياء قيمة العمل لديهم. 5. تجدد دعمها للحكومة باعتبار ذلك عاملا أساسيا لتحقيق الاستقرار والتمهيد لإنجاز الإصلاحات الاقتصادية الكبرى الضرورية لدفع عجلة التنمية. 6. تدعو الأطراف الاجتماعية إلى تغليب منطق الحوار والتوافق والإسراع بإنهاء المفاوضات الاجتماعية من أجل المحافظة على السلم والاستقرار الاجتماعيين. رئيس حركة النهضة