وأخيرا لعب النادي الصفاقسي المقابلة التي طالما انتظرها منه جمهوره. الطريقة التي لعب بها امام النادي الافريقي اليوم اثمرت انتصارا اعاد للأذهان الصورة الرائعة للابيض والاسود صورة الفريق المهاجم والمتحفز صورة الفريق الذي يلعب من اجل الانتصار ولا شيء غير الانتصار. هي في كلمة صورة البطل الذي حتى عندما يكون المنافس مسيطرا وخطيرا في هجوماته فهو لا يستسلم ويذهب الى الامام ويسجل الاهداف ويخلق الفرص. المقابلة برهنت على ان الفريق وكما اكدنا ذلك في المقال السابق تحت عنوان "النادي الصفاقسي يلعب ضد المنافسين والحكام وضد شهاب الليلي" يمتلك العناصر التي تخول له اللعب بهذه الذهنية المتحفزة والروح البطولية شانه في ذلك شان الفرق الكبرى التي لا يشق لها غبار. الفريق ظهر في ابهى مظهر مع بدلاء الامس (المصراتي الرائع وساسي الموهوب واللواتي المصاب). فهل كان لا بد من انتظار حدوث اصابات وعقوبات حتى نرى هذه المجموعة تلعب جنبا الى جنب؟ سؤال الاكيد انه طرح من قبل الالاف من الاحباء كما لا يزالون يطرحون السؤال عن سر التشبث بمن يتفنن في اضاعة الاهداف (اعني ايزيكال) واخراج من يصنع الخطر ويبث الرعب في صفوف دفاع المنافسين (اعني الحرباوي). طبعا لا اتحدث عن مقابلة اليوم لان خروج الحرباوي كان على ما يبدو اضطراريا. المهم اليوم ان معالم الطريق صارت اوضح لدى الجميع بمن فيهم المدرب شهاب الليلي الذي نقول له بالمناسبة: ليس العيب في ان نرتكب الاخطاء ولكن العيب في ان نصر على ارتكابها فالمدرب الفذ هو الذي يتعظ من اخطائه والتجربة كما يقال اعظم من اكتسابها. الى الأمام يا شهاب ارفع راسك وانظر بعيدا ولا تتوقف فانت اليوم ربان سفينة اسمها "السي آس آس" ولا تنسى ان التاريخ سيذكر ذلك.