استعرض رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية، السفير أسامة نقلي، تفاصيل تطورات الأحداث العدوانية التي تعرضت لها كل من سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها العامة في مدينة مشهد الإيرانية، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء الأحد. وقال نقلي إن السفارة في طهران تلقت صباح يوم السبت عدة اتصالات هاتفية بتهديد منسوبيها بالقتل. الاعتداء على سفارة المملكة في طهران وأضاف: "في تمام الساعة 2:20 ظهر نفس اليوم بدأ توافد الحشود أمام السفارة، وتحرك القائم بأعمال السفارة فوراً بالاتصال بالخارجية الإيرانية لإحاطتها بذلك، ومطالبتها بتأمين الحماية للسفارة، إلا أنه لم يجد أي تجاوب. عند حوالي الساعة 9:30 مساء السبت، احتشدت جموع أخرى من المتجمهرين أمام مقر السفارة، وقامت بقذفها بعبوات حارقة ورشقها بالحجارة". وأضاف نقلي: "في حوالي الساعة الثانية من فجر يوم الأحد لوحظ أنه تم استبدال الحشود الأولى بحشود جديدة حلت مكانها، حيث قام اثنان منهم باقتحام السفارة، وإحراق أجزاء من المبنى. وقرابة الثانية والنصف فجراً بتوقيت طهران اقتحم المحتشدون مبنى السفارة، وتواصل القائم بأعمال السفارة مجدداً مع الخارجية الإيرانية، إلا أنه لم يجد منهم أي تجاوب أيضا. حاول القائم بالأعمال بالنيابة الحصول على حماية لزيارة مقر السفارة لتفقده، إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد عصر اليوم الأحد، حيث وجد أن المبنى طاله الخراب والدمار، وتم تكسير محتوياته، ونهب وسرقة ما به من أجهزة وأثات". وقال نقلي إنه في حوالي الساعة 3:30 فجر الأحد، تم قطع التيار الكهربائي عن الحي الذي تقع به مساكن موظفي السفارة ولمدة ساعة. الاعتداء على القنصلية في مشهد وفيما يتعلق بالاعتداءات على القنصلية العامة في مدينة مشهد، قال نقلي إنه في الساعة 11 صباح يوم السبت، اقتحمت سيارة أجرة وبشكل مباشر بوابة الحاجز الأمني للقنصلية في محاولة لاقتحام بوابة القنصلية الداخلية دون أن تمنعها السلطات الإيرانية من ذلك. وأضاف: "في حوالي الساعة 4:30 من مساء يوم السبت تجمعت حشود أمام مبنى القنصلية تُقدر بحوالي أكثر من ألفي شخص، وقاموا برشق المبنى بالحجارة والعبوات النارية الحارقة، ما أدى إلى تكسير بعض النوافذ الزجاجية الخارجية للمبنى، وحاولت مجموعة منهم اقتحام المبنى إلا أنها لم تتمكن من ذلك، ولم تقم السلطات الإيرانية بأي جهد لمنع مثل هذه الأعمال الإجرامية أو اعتقال المتسببين فيها". وأشار نقلي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها بعثة المملكة في طهران ومشهد مثل هذه الاعتداءات، بل سبقتها اعتداءات مماثلة خلال السنين الماضية، تحت مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية، دون اتخاذ أية تدابير للحفاظ على أمن وسلامة بعثة المملكة ومنسوبيها، أو تقديم الجناة للعدالة. وأضاف أنه بناءً على تلك الاعتداءات فقد قامت المملكة باتخاذ عدة إجراءات، منها استدعاء السفير الإيراني لدى المملكة وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، حملت فيها النظام الإيراني مسؤولية هذه الاعتداءات بكاملها. كما قامت المملكة بإحاطة مجلس الأمن الدولي بهذه الاعتداءات، إلى جانب إحاطة كل من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وطالبت مجلس الأمن الدولي بضمان حماية البعثات الدبلوماسية ومنسوبيها وفقا للاتفاقيات والقوانين الدولية. إجلاء أعضاء البعثة الدبلوماسية وقال نقلي إنه تم إجلاء عوائل منسوبي البعثة من النساء والأطفال البالغ عددهم 47 فرداً، وكان من المفترض أن يغادروا على رحلة "طيران الإمارات" التي تقلع الساعة 7:20 مساءً بتوقيت طهران، إلا أن السلطات الإيرانية أعاقت مغادرتهم على هذه الرحلة، وتمت مغادرتهم على رحلة الساعة العاشرة مساء ذلك اليوم بتوقيت طهران، مشيراً إلى أن جميع أفراد البعثة الدبلوماسية ومنسوبيها في طهران ومشهد بخير.