الكل يتذكر ملحمة الشعانبي بعد الثورة و استئساد قوات الجيش و الأمن في الدفاع عن هذه الرقعة العزيزة من بلادنا ضد الإرهابيين. و قد دفع عدد من الشهداء و الجرحى ثمن تصديهم للقوى الظلامية و لكن نتيجة ذلك كانت سيطرة أبطال الوطن على الوضع رغم أن غدر الإرهابيين يبقى غير مأمون و الحذر يبقى واجبا. و بعد ذلك، نظمت سهرة رأس السنة الميلادية 2016 في جبل الشعانبي تحديا للإرهابيين ذهب إليها عديد من نشطاء المجتمع المدني و مواطنون و أعلن أن محمية الشعانبي تستقبل عموم المواطنين كمنتزه ترفيهي…و هذا شيء جميل…و لكن كأني به لم يفعّل…لم أسمع عن رحلات و زيارات لهذه البقعة الخضراء حيث يملأ الإنسان رئتيه بالنسيم العليل و الهواء النقي…و يمتّع ناظريه بجمال الطبيعة…و يرى مختلف أنواع النباتات كالحلفاء و إكليل الجبل…و الحيوانات التي توشك على الانقراض كغزال الجبل و ابن آوى و القط البري…و الزواحف…و البرمائيات…و الطيور كالباز والحجل واليمام و السمان و الهدهد و الهزار…إنّ هذه المنطقة التي تمسح 6723 هكتارا ثروة طبيعية بحق…و يمكن أن تخلق ديناميكية كبيرة في الجهة…و تنشط السياحة البيئية بها…سواء الداخلية أو الخارجية…و هذا من شأنه أيضا أن ينهض باقتصادنا…و لكن المشاريع المعلنة بقيت معطلة لسبب أو لآخر…فمازلنا نأمل بحديقة حيوانات أو مركز تربصات رياضية أو مقاه أو محطات استراحة في هذه المحمية التي نريدها منتزها ترفيهيا بحق…يجب ألا نحرم من جمال الطبيعة الساحرة أو يصبح ولوج هذه الأماكن خطرا علينا…و المسألة تتحسن يوما بعد يوم…و لكن الجهود و اليقظة يجب أن تبقى متواصلة حتى ندحر الإرهابيين نهائيا…و المسؤولون و المنظمات و المجتمع المدني عليهم أن يتحركوا أكثر في اتجاه تنشيط هذه المنطقة الطبيعية الخلابة…و لا ننسى أن جبل الشعانبي يحتوي أعلى قمة في البلاد (1544م)…و هو رمز للعزة و الشموخ في بلاد قال شاعرها العظيم أبو القاسم الشابي " ومن لا يحب صعود الجبال…يعش أبد الدهر بين الحفر"