وسط تكتم شديد تواصل الوحدات العسكرية والامنية المنتشرة بمرتفعات الشعانبي والسلوم وسمّامة عملياتها المكلفة بها في اطار الحرب الجارية على الارهاب بجبال القصرين. ومع تتالي الايام بلغ تقدم القوات الزاحفة نحو ادغال الشعانبي وقممه مرحلة هامة حيث افادت تسريبات ميدانية ان فرق الهندسة العسكرية نجحت بعد عمليات تمشيط كاملة لمحمية «التلة» بالشعانبي التي تعتبر المعقل الرئيسي للارهابيين في تفكيك عشرات الالغام التقليدية المزروعة فيها وتفجير اخرى وانه تم العثور كذلك على ألغام ومتفجرات غير تقليدية بعضها حسب نفس التسريبات من صنع روسي وذلك بالاستعانة بفرق الانياب المدربة وكاشفات الالغام المتطورة التي تحصل عليها الجيش الوطني في الاشهر الاخيرة بغرض استعمالها في تطهير الشعانبي من «بيض الشيطان» وبالتالي فإن تحركات الوحدات العسكرية والامنية داخل المحمية اصبحت شبه آمنة خاصة أن الارهابيين أو من بقي منهم فروا من المواجهة ولم يستطيعوا القيام بأي رد فعل غير الهرب في اتجاه الحدود الجزائرية او سفوح الشعانبي في محاولة للإفلات من الحصار المضروب عليهم والقوات المتعددة الزاحفة نحوهم.. تأمين طريق محطة الإرسال شهدت الطريق المعبدة الوحيدة الموجودة بجبل الشعانبي والتي تربط بين بوابته الرئيسية ومحطة الارسال الاذاعي والتلفزي بقمة «التلة» اكبر عملية ارهابية في تاريخ تونس بعد الاستقلال وهي مقتل وذبح 8 من ابطال جيشنا الوطني يوم 20 رمضان الفارط (29 جويلية 2013) في كمين غادر.. كما كانت مسرحا لانفجار عدة ألغام كان آخرها قبل أيام من بداية الهجوم البري وتسببت في جرح 4 عسكريين وسائق جرار تابع لادارة الغابات. لكن تقدم الزحف البري على معاقل الارهابيين وسيطرة الوحدات العسكرية والامنية على كامل محاور الجبل أدى حسب تأكيدات ميدانية الى التأمين الكامل لهذه الطريق التي يبلغ طولها حوالي 10 كلم تبدأ من بوابة الشعانبي حيث يوجد مركز الاستقبال الذي كان يحتضن قبل ظهور الارهابيين في الجبل التظاهرات المختلفة كالندوات والاجتماعات بل ويبيت فيه زوار المحمية من التونسيين والاجانب، وتنتهي عند ساحة محطة الارسال الاذاعي والتلفزي في شكل متعرج.. وبعد تطهير محيطها من أي تواجد ارهابي عادت الطريق المذكورة لتمثل شريان التنقل الرئيسي بين سفح الجبل وقمة التلة على ارتفاع اكثر من 1500 متر (ليست اعلى قمة بالجمهورية التي توجد في ناحية اخرى من الجبل ويبلغ ارتفاعها 1544 مترا من مستوى سطح البحر).. تدعيم الطريق بالخرسانة الاسفلتية افادتنا مصادر من مركز الولاية ان زيارة رئيس الدولة الدكتور منصف المرزوقي اول امس للشعانبي لتفقد الوحدات المشاركة في الحرب على الارهاب تناولت ايضا مستقبل المحمية الوطنية الموجودة فيه بعد تطهيرها من مخلفات الارهابيين حيث تتجه النية الى تحويلها الى منتزه مفتوح امام الزوار واقامة منشآت ترفيهية فيها توفر لزوارها ما يستحقون من مقاه ومطاعم وملاعب.. حتى لا يستوطنها الارهاب مرة اخرى مع تركيز نقاط عسكرية قارة بها لمراقبة مختلف ارجائها.. وفي هذا الخصوص علمنا ان قرارا اتخذ بإعادة تهيئة الطريق الرابطة بين البوابة ومحطة الارسال الاذاعي والتلفزي وتدعيمها بالخرسانة الاسفلتية على مسافة 9 كلم لتكون بداية لفتح الشعانبي امام الزوار. استياء الأمنيين افادتنا مصادر نقابية امنية بالقصرين ان امنيي الجهة وخاصة من سلك الحرس الوطني مستاؤون من رئيس الجمهورية لتجاهلهم خلال زيارته الاخيرة للشعانبي حيث قالوا انه لم يتم اعلام القيادات الجهوية بالزيارة الا في آخر لحظة ولم تتم دعوة غير مدير اقليم الحرس الوطني في حين لم يحضرها رؤساء مناطق الحرس والحال ان الوحدات الخاصة لهذا السلك (الطلائع) تشارك بفعالية جنبا الى جنب مع الجيش الوطني في الحرب على الارهابيين بجبال القصرين.