قريبا سيكون للقراء والمتابعين والباحثين والمؤرخين والإعلامين ركنا بإمضاء الطاهر العبيدي، تحت عنوان "حوارات في المنفى". وهي مجموعة من اللقاءات أجريت في المنفى لعدّة سنوات مع العديد من الفاعليين السياسيين التونسيين من مختلف الاتجاهات والحساسيات السياسية، سواء في الداخل أو في المهجر. والذين جزء منهم الآن في الحكم والبعض الآخر في المعارضة. إلى جانب محاورة العديد من الشخصيات الدولية العربية الفاعلة على المسرح العالمي، والمغزى من إعادة نشر هذه الحوارات هي أولا / لأجل الوقوف عند حقيقة الثابت والمتحوّل والمتغير في المواقف بفعل المسافة الزمنية واختلاف المواقع. ثانيا / هذه الحوارات في رأينا تمثل صفحة من صفحات تاريخنا الوطني، لاستنطاق الزمن السياسي للفعل المهجري المعارض، وإنارة الأجيال، ولتكون ورقة إسناد للباحثين والمؤرخين والمهتمين، وثراء لمكتبة الذاكرة الوطنية. ثالثا / إعادة نشر هذه الحوارات ليس من باب جفاف الإنتاج أو القلم، الذي كان ولا يزال على خطوط جبهة الفعل طيلة ما يقارب ثلاث عقود ولا يزال، بل لتحريك الذاكرة من أجل تثوير الحاضر، والتأمل بتبصر في قوله تعالى " وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس لعلهم يتفكرون " (آل عمران:140) مع العلم أن ركن "حوارات في المنفى" سيكون بالتناوب مع عمود "ذاكرة المهجر ولعل البعض يسأل أو ربما يتسائل لماذا اخترت أن أخص "موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس" بهذه الحوارات التي تعتبر وثيقة تاريخية مهمة، دون غيره من المنابر الأخرى سواء الورقية أو الالكتروتية، والتي أعرف أغلبهم معرفة دقيقة وعميقة، ذلك لأني أحس نفسي قريبا من هذا المنبر من حيث الاستقلالية، بالاضافة إلى قربي الوطني من هذه الأسرة الإعلامية التي أعتبرنفسي أحد أفرادها