في ظل المتغيّرات المناخية التي بدأنا نشعر بآثارها، تتزايد أهميّة التطعيم كعمليّة انتقاء لما هو الأفضل والأحسن والأطيب والأقدر على الصمود في وجه الأمراض والآفات والتأثيرات البيئيّة. فما هي شروطها وتقنياتها؟ التطعيم بالعين : يتحقّق هذا النوع من التطعيم من خلال أخذ برعم من الطعم ووضعه على الأصل وذلك في فترة سريان العصارة وعندما يكون فصل القشرة أمرًا سهلاً ويتطلّب نجاح هذا التطعيم تقارب سماكتي الأصل والطعم بحيث تتطابق أنسجة الكامبيوم فيهما وهناك عدّة طرق للتطعيم بالبرعم سنذكر أهمّها وأسهلها تطبيقًا 1- التطعيم الدرعي: تستعمل هذه الطريقة في تطعيم الغالبيّة العظمى من الأشجار المثمرة باستثناء تلك التي تتميّز بقشرة سميكة كالتوت والجوز. وتطبّق على الأصول ذات الأقطار التي تراوح بين 5 و25 سموتتمّ عمليّة التطعيم على الشكل الآتي: * يجري التطعيم على إرتفاع يراوح بين 10و20 سم فوق سطح التربة (حسب نوع المشاتل في المنبت)، أمّا في حال تطعيم فروع عالية على أشجار كبيرة فيتم التطعيم في الجزء الأسفل من الفرع بعمل قطع أفقي بطول 1.5إلى 2سم بسكّين تطعيم حاد وبحيث لا يتجاوز عمقه سمك القشرة ثم ننفّذ شقًا طوليًا عموديًا من منتصف الشق الأول فيتكوّن حرف T بعد ذلك نفصل القشرة من جانبي الشق الطولي عن الخشب مع الحرص على عدم تمزيقها وبمساعدة خشبة سكّين التطعيم * نجعل البرعم ينزلق من الأعلى إلى الأسفل بين شفتي قشرة الأصل والخشب ثم تضمّ قشرة الأصل على طرفي البرعم بحيث يصبح هذا الأخير بين شفتي قشرة الأصل * يربط الطعم بخيطان الرافيا أو البولي إتيلين. يمكن تقسيم هذا النوع من التطعيم حسب موعده إلى: – التطعيم الخريفي أو التطعيم بالعين النائمة: ينفّذ من منتصف جويلية وحتّى أكتوبر ويطبّق على جميع المشاتل والأشجار المثمرة باستثناء ذات القشرة السميكة (الجوز والتوت) وذات الأقطار التي تراوح بين 5 و 25 سم. تترك المطاعيم حتّى شهر فيفري أو مارس حيث يتمّ قصّ الأصل فوق الطعم لتحفيز البرعم على النمو مع بدء سريان العصارة. – التطعيم الصيفي أو التطعيم بالعين اليقظة: ينفّذ مع بدء نضج البراعم وحتّى قبل دخولها طور السكون ويكون ذلك بشكل عام من بداية جوان حتّى منتصف جويلية. – التطعيم الربيعي أو التطعيم بالعين اليقظة الناضجة: تأتي هذه التسمية نسبة إلى البراعم الناضجة المأخوذة من الشتاء السابق والمحفوظة خلال هذه الفترة في البرّاد. تستعمل هذه الطريقة في بداية أفريل بعد تحرّك العصارة وعندما يصبح بالإمكان فصل القشرة عن الخشب 2 عدم التوافق بين الأصل والطعم يؤدّي عدم التوافق بين الأصل والطعم إلى عدم التحامهما بشكل تام وبالتالي إلى فشل التطعيم، بسبب عدم القدرة على النمو الطبيعي. تأتي ظاهرة عدم التوافق نتيجة للإختلاف في الانتماء البيولوجي بين الأصل والطعم ونتيجة للتباين في معدّل النمو بينهما كما أنها قد تكون بسبب زيادة النمو عند منطقة الالتحام أو فوقها أو تحتها.