رائدة برامج الطّبخ أو عميدة الطباخين في تونس.. هذا اللقب تستحقّه الأستاذة جميلة بالي بلا نقاش فقبل أن تنتشر برامج الطبخ في مختلف قنواتنا و نشاهد جيلا صاعدا من الطباخين المحترفين، كانت جميلة بالي وحدها تقدّم لنا أشهى الدبارات في برنامجها " البيت السعيد " على القناة الوطنية كل يوم سبت و يوميا خلال شهر رمضان المعظّم.. و نفس البرنامج كان يُبثّ كل يوم جمعة في إذاعة صفاقس.. هذا بالإضافة إلى ظهورها في عديد الجرائد.. البيت السعيد.. ياله من عنوان ! إنه يعبّر عن نبل المقصد.. لم يكن برنامج جميلة بالي يقدّم وصفات الطبخ المختلفة الجديدة و المتجدّدة من حلو و حار فحسب بل كان يُعنى بشؤون البيت و نظامه و هذا من أسرار تميّزه.. كانت تعطينا حلولا لإزالة الحبر من الثّياب أو لتنظيف الثلاجة أو لجعل رائحة المنزل فواحة… و ذلك بطرائق علميّة.. و تجيب عن أسئلة متابعيها باستمرار.. أذكر أيضا أنها كانت تقترح دبارات على كامل أيام الأسبوع في جريدة الحدث حتى لا تحتار ربّات البيوت ماذا تطبخ.. شاهدناها كذلك في تظاهرة أكبر عصيدة سنة 2015 في صفاقس.. و في الفترة الأخيرة أصبحت تعمل في إذاعة موزاييك.. تاريخ حافل بالعطاء و أينما حلّت كان الامتياز.. و ما لا يعرفه البعض أن جميلة بالي أستاذة خياطة في معهد مجيدة بو ليلة في صفاقس.. و لهذا نجدها تتكلم بهدوء و بوضوح و توصل المعلومة جيدا للمستمعين.. و لقد تتلمذت على يديها أجيال و أجيال أكثرهم الآن بلغ سن التقاعد و يحفظ لها تلاميذها أجمل الذّكريات. و كم نحن بحاجة – إن أردنا إصلاح التعليم حقا – إلى إعادة تدريس هذه المادّة في التعليم الإعدادي أو الثانوي.. سيدتي.. أقدّم إليك أنا و كل متابعيك في صفاقس خاصة و في تونس عامّة كلّ عبارات العرفان و التقدير اعترافا منا بفضلك في إنارتنا و تعريفنا بمختلف شؤون المطبخ و البيت.. و نقدّم إليك أحلى التهاني و أطيب الأماني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الذي لطالما أثّثتيه في صفحات الجرائد أو ملاحقها أو في الإذاعات المختلفة التي عملت بها أو في برنامجك على الوطنية التي لا ندري ما سرّ تغييبك عنها منذ 20 سنة تقريبا ! و نقول لك أيضا كل عام و أنت بخير بمناسبة عيد الأمّهات فأنت أمّنا جميعا.. أمتعك الله بالصحّة و العافية و أسعدك في الدّنيا و الآخرة.