من يشاهد عديد السلع والمنتوجات القادمة من وراء البحار وخطورتها وأضرارها على الأفراد والمجتمع لا يمكن له ألا يتساءل أين كانت أعين الديوانة ووزارة التجارة والمراقبة الصحية والمكلفون بالسهر على أمن وسلامة البلاد والعباد… في المقابل ومن المضحكات المبكيات.. نجد أن قطع غيار لآلات طبية يستفيد منها الآلاف ويجب أن تصل للمواطن لعلاجه وإنقاذ حياته.. نجدها مازالت مسجونة في أروقة الديوانة ويُحرم من خدماتها المواطن الذي بلا حول ولا قوة.. وبلا مال ولا أكتاف أيضا.. من ذلك ما يشهده قسم الأشعة لمعالجة الأورام بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس… حيث فيه آلة متطورة ومن أحدث الآلات لمعالجة الأورام وهي الة المعجّل الخطي .. فسدت فيها قطعة تم جلبها من فرنسا لإستبدالها ومواصلة علاج المرضى وجات "القطعة" – يعني أصعب مرحلة تمت -… ولكنها للأسف وللأسبوع الثالث على التوالي تبقى هذه القطعة معلقة في الديوانة بسبب البيروقراطية وبطئ الإجراءات وتعطلها بين الديوانة ووزارة التجارة.. والضحايا هم بالطبع أولئك المرضى في القطاع العمومي اللي يستناو حتى يجيهم القمح من الديوانة ويتم الافراج على هذه القطعة لإستئناف علاجهم…. الدعوة موجهة لوالي صفاقس ووزير التجارة لحلحلة الموضوع وايقاف مهزلة أخرى فيها الكثير من التلاعب بصحة المواطن.. في وطن تخنقه البيروقراطية والزوالي وحده هو الضحية…