... في حالات عديدة يجد المريض ومرتاد المؤسسات العمومية نفسه في طابور انتظار وموعد مؤجل للحصول على حصة للتصوير بالرنين المغناطيسي... بعضهم يقبل بالانتظار مكرها خاصة في غياب الخيارات لمن يخضعون الى منظومة العلاج المجاني في حين يلجأ آخرون الىالحصول على شهادة التكفل بالعلاج (Prise en charge) (المتمتعون بخدمات صندوق التأمين على المرض CNAM) لاجراء هذه الفحوصات لدى القطاع الخاص. طيلة العشريتين الماضيتين كانت العاصمة الكبرى والشمال تتمتع بآلة واحدة للتصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) حيث كان تركيزها في مركز خاص بها على مستوى مرتفع الرابطة بالعاصمة، في حين اقتصر مستشفى صفاقس على جهاز للاشعة. ... تم تعزيز أسطول مؤسساتنا الاستشفائية العمومية قبل أسابيع ب 5 أجهزة حديثة ومتطورة ذات تقنية عالية مواكبة للتطور العلمي والطبي على مستوى الصحة العالمية، وأضحى بامكان المريض التمتع اليوم بخدمات سريعة سواء رغب في اجراء هذه الفحوصات والصور بالرنين المغناطيسي لدى القطاع العام أو الخاص، بحيث أضحت المراكز الآن ستّة مراكز هي حاليا في طور الاستعمال لتخفف العبء على المواطن من حيث الانتظار هذا دون اعتبار الاستغناء عن عملية نقل المرضى من داخل المستشفيات التي يقيمون بها الى مركز التصوير الخارجي عبر سيارة الاسعاف والتي تعتبر مكلفة ماديا اذا ما احتسبت بعدد المرضى. باهظة لكن متطوّرة «فعلا هي باهظة، الا أنها متطوّرة علميا جدا، هكذا تحدث للشروق السيد مصطفى الجلاصي مدير التجهيزات بوزارة الصحة العمومية مضيفا: «هذه الآلات ضرورية في منظومة العلاج في كل بلد، وتجديد وتعزيز أسطول التجهيزات الطبية العمومية هو مخطّط كامل انطلقت فيه الوزارة وسارت على خطاه منذ سنوات. فمشروع اجهزة التصوير بالاشعة، عمره عامان فقط حيث حددنا اختياراتنا بدقة لتتماشى ومتطلبات العلاج العام، وخلال هذه الفترة أمكن انجاز هذا المشروع بحيث التزمت الوزارة بالوعود التي سبق وقطعتها حول تاريخ دخول هذه الآلات حيز الاستعمال للمواطن». 3 أشهر فقط « ويُضيف محدثنا: «3 أشهر فقط هي الفترة التي استمرت فيها عمليات التركيب لهذه الاجهزة وهي فترة تعتبر قياسية جدا، ليس مقابل تكلفة الآلة الواحدة فحسب بل وللاطار الذي ستعمل فيه، فكل جهاز وقع تعزيز الاسطول به تم انشاء بناية خاصة له هي بناية مطابقة للمواصفات العالمية للصحة، من قاعات الانتظار وقاعات العلاج والتحضير وكذلك الجدران ذات البناء الخاص لحماية المحيطين بالآلة». مركز الحروق مركز الحروق والاصابات الخطيرة ببن عروس كان له نصيب في تركيز آلة تصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) خاص بمرضاه بحيث أضحى بامكان المريض المقيم داخل المستشفى الحصول على حصة التصوير دون الحاجة لنقله عبر سيارة اسعاف الى العاصمة لاجراء هذه الصورة، كما تم تركيز سرير خاص بالمرضى مجهز ومتطوّر حيث تتم من خلاله عملية تحضير المريض وتكلفة السرير تقدر بحوالي 70 ألف دينار دون اعتبار تكلفة الجهاز (ملياران من المليمات). وبذلك اضحى مركز الحروق مركزا صحيا مستقلا بذاته». مستشفى الاطفال مستشفى الاطفال بالعاصمة وتحديدا بباب سعدون ولأوّل مرة في تاريخه منذ انشائه يجهّز بمثل هذه الآلة المختصة بالرنين المغناطيسي (IRM) جهاز مستقل بذاته خاص فقط بالاطفال ممن هم دون سنّ 16 عاما، وبذلك أضحى المستشفى يقدّم داخل فضائه العلاج والكشف دون الحاجة لنقل الطفل المريض الى مركز تصوير خارجي. الرنين المغناطيسي للمخ إن تم توفير 4 أجهزة تصوير بالرنين المغناطيسي متشابهة من نوع (1.5 tesla) فإن جهاز (IRM) الذي تم تثبيته في بناية خاصة تم اعدادها للغرض (مكتبة معهد الاعصاب سابقا) وهذه الاخيرة تعتبر آلة خاصة جدا ومميّزة وهي من نوع (tesla3) قيمتها تناهز 3 مليارات من المليمات، الا أن قيمتها المعنوية تكمن في تطورها الفائق، وفي قيامها بكل كشوفات الرنين المغناطيسي للجسم بالاضافة الى تصوير المخ بأدق جزئياته، وهي الآلة الاولى من نوعها التي يقع تركيزها خصيصا لمرضى معهد الاعصاب. تعويض جهاز صفاقس لئن تم الاحتفاظ بجهاز التصوير (IRM) السابق والوحيد الذي كان في العاصمة وشمالها. فقد تم تعويض جهاز ولاية صفاقس (الوسط) بجهاز تصوير جديد متطور هو الآخر تكلفته ايضا ملياران من المليمات. أجهزة خاصة لمستشفى شارل نيكول الجامعي نصيب هام في تجديد الأسطول للتجهيزات الطبية بحيث تم تركيز جهاز (IRM) خاص به من النوع المتطوّر جدا هو الآخر، كلفته المادية قاربت المليارين من المليمات دون اعتبار البناية التي تم تشييدها داخل المستشفى وهي بناية ذات تركيبة خاصة جدا ومطابقة لمواصفات الصحة العالمية مع قاعات انتظار وقاعتي علاج وتحضير للمرضى بحسب الحالة الصحية، كما تم تركيز جهاز (Mamographie) رقمي متطوّر جدّا . 11 مليارا لأجهزة ال (IRM) حول التكلفة المادية لأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، أضاف السيد مصطفى الجلاصي «4 أجهزة من نفس النوع قيمتها المادية 8 مليارات من المليمات والجهاز الخامس قيمته المادية 3 مليارات وبالتالي فإن الاجهزة الخمسة تم اقتناؤها بقيمة 11 مليارا. وقبل أن يختم السيد مصطفى كلامه في هذا اللقاء الذي تم قبل يوم واحد من خروجه الى التقاعد الذي تأخر 3 سنوات كاملة أضاف متنفسا الصعداء «الحمد لله أتممت مهمتي وما تم تركيزه مؤخرا هو فعلا اضافة جديدة ونوعية لأسطول التجهيزات ببلادنا، ليس هذا فقط فقد اقتنت الوزارة خلال الاسابيع المنقضية ولفائدة المجموعة 42 آلة جراحة بالمنظار، 14 منها لجراحة وطب أمراض النساء والتوليد و28 منها للجراحة العامة والأطفال تكلفتها (أي 42 آلة) بحوالي 5 مليارات من المليمات تم توظيفها جميعها داخل المؤسسات العمومية، دون اعتبار المعجّل الخطي للأورام السرطانية والذي هو حاليا بصدد التركيب جاء ليعوّض المعجّل الخطي القديم (عمره 20 عاما) accélérateur léné، تكلفته المادية 6 مليارات من المليمات، أي أن التجهيزات التي تم ذكرها والتي تركّزت مؤخرا قيمتها المادية 22 مليارا من المليمات». الجميل في تجديد الاسطول وتعزيزه أنه أضحى بامكان المرضى الذين تم استقبالهم داخل المستشفيات الحصول على حصص تصوير بالرنين المغناطيسي دون الحاجة لنقلهم الى خارج المستشفى. والجميل أيضا أنه باضافة 5 تجهيزات جديدة ستنتهي المواعيد المؤجّلة ونتخلّص من طوابير الانتظار لكن الأجمل حقا هو أن المريض من ضعاف الحال وصاحب بطاقة العلاج المجاني الذي لا يتمتع بوثيقة التكفل بالمصاريف (prise en charge) ولا يخضع الى أي بند من بنود صندوق التأمين على المرض (CNAM) سيحظى بالفرصة والموعد القريب جدا.