أكد الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر، الموقوف عن أي نشاط كروي بسبب قضايا الفساد، حضوره مونديال 2018 في روسيا بدعوة من "الصديق" الرئيس فلاديمير بوتين. وفي لقاء مع وكالة فرانس برس، كرر السويسري الذي أطاحت به فضائح الفساد التي هزت الفيفا، صعوبة سحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر، مشيرا إلى انه يعد كتابا يروي فيه كواليس اللعبة التي تولى رئاسة هيئتها الدولية الأبرز لمدة 17 عاما. وفضل بلاتر عدم التعليق على التحقيق السويسري بحق الأمين العام السابق للاتحاد في عهده، الفرنسي جيروم فالك، والرئيس التنفيذي لمجموعة "بي ان" الإعلامية القطري ناصر الخليفي، على خلفية شبهات فساد في منح حقوق النقل التلفزيوني لكأس العالم. وقال بلاتر (81 عاما)، "سأذهب إلى المونديال في روسيا، تلقيت دعوة من الرئيس بوتين، مثل ميشال بلاتيني"، في إشارة إلى الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، والموقوف أيضا مثل بلاتر. إلا أن مصادر مقربة من بلاتيني أكدت عدم تلقيه دعوة حتى الآن. أضاف السويسري "لا أعرف كم من الوقت سأبقى هناك، إذا ما كنت سأكون هناك لمباراة الافتتاح أو النهائية. بما أنه لا يمكنني العمل في كرة القدم، وليس لدي أي مهمة لإنجازها، سأقضي على الأرجح فترة قليلة فقط". وأوقف بلاتر ستة أعوام عن ممارسة "أي نشاط يتعلق بكرة القدم" من قبل القضاء الداخلي للفيفا بسبب دفعة مثيرة للجدل من السويسري إلى صديقه السابق بلاتيني بقيمة مليوني فرنك سويسري (1,8 مليون يورو). كما فرضت العقوبة نفسها على بلاتيني (57 عاما)، قبل أن تقلصها محكمة التحكيم الرياضي إلى 4 أعوام. وأعرب بلاتر عن ثقته بأن مونديال 2018 سيكون "كبيرا. على روسيا إثبات انه في إمكانها استضافة العالم بأسره، أنه تحد حقيقي". وردا على سؤال حول الدعوة الموجهة إلى رئيسه السابق، لم يشأ الاتحاد الدولي التعليق نظرا إلى أن بلاتر "لم يعد يتبوأ منصبا رسميا". في المقابل، لم يخف الكرملين ترحيبه بقدوم "صديق" بوتين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017 "تعرفون جيدا أن بوتين وبلاتر صديقان منذ فترة طويلة"، مضيفا "كأس العالم هي احتفالية كبيرة لكرة القدم، وجميع المدعوين سيكون مرحبا بهم، وذلك ينطبق على الأصدقاء القدامى". وألمح بليسكوف إلى أن بلاتيني قد يكون أيضا من ضمن المدعوين، قائلا إن بوتين "يعرف جيدا بلاتيني وسنكون سعداء بأن نراهما (بلاتر وبلاتيني) في موسكو". ولم يخف بوتين علاقته الوطيدة ببلاتر. فبعدما اضطر الأخير إلى الاستقالة من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم في أعقاب فضائح الفساد، اعتبر بوتين أن بلاتر يستحق منحه جائزة نوبل للسلام. بلاتيني صوت لصالح قطر بطلب من ساركوزي وشهدت كرة القدم العالمية سلسلة فضائح وشبهات فساد أدت إلى الإطاحة بمسؤولين بارزين، وتوقيف آخرين أو التحقيق معهم. وفي أحدث هذه الشبهات، التحقيق الذي أعلن مكتب المدعي العام السويسري فتحه بحق الخليفي وفالك بشأن حقوق النقل التلفزيوني لمونديالي 2026 و2030. ورفض بلاتر التعليق على المسألة في حديثه إلى فرانس برس. وقال "لا يمكنني أن أعلق لأنه تم الاستماع إليّ كشاهد" في قضية أخرى تتعلق بفالك الذي حكم عليه في 2016 بالإيقاف 12 عاما (خفضت إلى عشرة في الاستئناف)، بعد اتهامه في قضية بيع بطاقات مونديال 2014 في البرازيل في السوق السوداء. كما كشف بلاتر أن النيابة العامة الفرنسية استمعت إليه في نيسان/أبريل في مدينة زوريخ السويسرية، كشاهد في قضية تتعلق "بمنح قطر استضافة كأس العالم 2022″، وذلك في أعقاب تصريحات له قال فيها إن بلاتيني صوت لصالح منح قطر الاستضافة، بناء لطلب الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. وسبق لبلاتر الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدة كانت موعودة بنيل شرف تنظيم كأس العالم 2022، إلا أن بلاتيني دفع في اتجاه التصويت لصالح قطر بطلب من ساركوزي. وأكد بلاتيني انه صوت فعلا لصالح الدولة الخليجية، إلا انه نفى أن يكون "ساركوزي أو أي شخص آخر قد طلب مني التصويت لصالح قطر". وردا على سؤال عن احتمال وجود شبهات فساد إضافية في الملف القطري، وإذا ما كان ذلك سيؤدي إلى سحب الاستضافة منها، أجاب بلاتر "تلقت سلطات الفيفا استنتاجات السيد (هانز يواكيم) ايكرت (المسؤول السابق في لجنة الأخلاقيات في فيفا) على إثر تقرير (مايكل) غارسيا (المحقق السابق في الاتحاد) والذي يقول بان لا شيء يمنع إقامة مونديال 2022 في قطر". وكرر بلاتر موقفه بأن تغيير منح الاستضافة يحتاج "إلى زلزال". وفي شأن مونديال 2026، شكك بلاتر في حظوظ ملف الترشيح المشترك الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا، قائلا "إذا صدقت الأخبار (…) فالود مفقود بين الدول الثلاث من الناحيتين السياسية والاقتصادية. اتحاد الدول الثلاث لا يسير على ما يرام. ستكون هناك دول أخرى مرشحة، من بينها بكل تأكيد المغرب". بلاتر ينتظر التقاعد وكشف بلاتر انه في صدد نشر كتاب يروي فيه "الأمور التي حصلت في الماضي" في الفيفا الذي تولى لأعوام أمانته العامة قبل الرئاسة. وأشار إلى انه يعتزم نشر الكتاب قبل مونديال روسيا. وعلى صعيد حياته الشخصية، خضع بلاتر في الفترة الماضية لعملية جراحية في الركبة وعالج مشاكل في الظهر، وأكد انه "تم إصلاح الهيكل (جسده)، والمحرك يواصل الدوران بشكل جيد". أضاف "أنتظر التقاعد يوما ما، لكن عندما نتوقف عن التقدم، نتراجع".