خبر تتويج، ما أجمله من تتويج.. بل ما أروعه من تتويج، لأنه يشرفنا كتونسيين ويرفع رؤوسنا عاليا، وينسينا حالة الرداءة الشاملة والعامة التي تتخبط فيها بلادنا…. عالم الرياضيات التونسي نادر المصمودي تحصل أمس في فرنسا على "جائزة فيرما للرياضيات" لسنة 2017، صحبة عالم الرياضيات الألماني سيمون أ. بريندل. وجاء في بلاغ أصدرته مؤسسة "المجتمع الفرنسي للرياضيات"، التي تأسست عام 1872 وتضم 2000 عضوا من الباحثين والمهندسين والمتخصصين في مجال الرياضيات، أنه تم تكريم نادر المصمودي الذي يعمل في معهد كورانت لعلوم الرياضيات بنيويورك في الولاياتالمتحدة، لأعماله المتعددة والمتميزة بالعمق والإبداع، في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية الجزئية. وأيضا ل "إسهاماته مؤخرا في التوصل إلى حل دقيق وشامل لمشاكل الاستقرار الهيدروديناميكية التي أثيرت في نهاية القرن 19 من قبل الآباء المؤسسين لميكانيك السوائل الحديثة ". ونادر المصمودي هو ثاني تونسي يفوز بهذه الجائزة، بعد المرحوم عباس البحري، الذي تم تتويجه بالجائزة سنة 1989 لبحثه عن إدخال أساليب جديدة في حساب الاختلافات. كما فاز نادر مصمودي بالميدالية الذهبية في أولمبياد رياضي دولي في عام 1992. أما بالنسبة للألماني سيمون أ. بريندل، الباحث من جامعة كولومبيا، فتمت مكافأته على نتائجه العديدة والعميقة في التحليل الهندسي، والتي تستعمل المعادلات التفاضلية الجزئية. وسينعقد حفل توزيع الجوائز في ربيع 2018 في مدينة تولوز الفرنسية، في وقت واحد مع تقديم جائزة فيرما جونيور 2017. علما بأن جائزة مؤسسة فيرما للبحوث في الرياضيات تأسست سنة 1989، وتمنح كل عامين. تتويج نادر المصمودي الشاب التونسي الباحث في نيويورك من قبل مؤسسة علمية فرنسية، يمثل تتويجا لكل الشباب التونسي المثابر والمجتهد. وهو أيضا باعتباره تابع مختلف مراحل دراسته من الابتدائية إلى الجامعة في تونس، يعتبر تتويجه تتويجا للمدرسة التونسية وللمعلمين والأساتذة التونسيين الأفاضل الذين يبذلون جهودا جبارة ويشملون برعايتهم الكاملة أبناءهم التلاميذ ويدفعون بهم للارتقاء في مدارج العلم والعرفان. والشاذ في هذا السياق يحفظ ولا يقاس عليه. تتويج نادر المصمودي فيه تتويج لخيار استراتيجي راهنت عليه دولة الاستقلال، ألا هو الاستثمار في تعليم أبنائها باعتبارهم ثروتها العظمى. تحيا تونس