اليوم أثار 0نتباهي مشهد ما كنت لأصدقه لو لم أشاهده بنفسي وكنت خلت ما رأيت قد ولى و أدبر و 0ندثر …أمام المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة ، حلقة من" الرجال" يفترشون الأرض وقد علت أصواتهم في جدال لعله عن القدس وعن عجز العرب في حمايتها !! وكان أحدهم يبيع البيض المسلوق و شريكه أو رفيقه يبيع الشاي في كؤوس تغسل في ماء قد 0صفر لونه في سطل معدني …غير بعيد عن هؤلاء 0نتصبت سيدتان لبيع الملابس أظنها قديمة وقد علقتاها على الجدار المواجه لمستشفى بورقيبة …و كان المكان يعج بالمتسولين ، فهذا شيخ يستعين في مشيه بعصى خشبية ويهمهم بكلام غير مفهوم مادا يده للمارة ، وهذه 0مرأة شابة تجلس على الأرض حاضنة رضيعها أو هو ربما رضيعها مادة يدها كذلك ، و هذا شاب قوي البنية بيده وصفة دواء أكاد أقول أنه يلاحق الناس من شدة إلحاحه و 0ستعطافه طلبا للمعونة حتى يشتري دواء أمه المحتضرة ؟؟؟؟ وفي المقهى القريب كان أصحاب المئزر الأبيض يحتسون القهوة ويدخنون السجائر ويتجاذبون أطراف الحديث وكان بعضهم يرتدي زي غرف العمليات الجميل فيزيدهم ‘وهرة' وفخامة و"برستيجا"… وتحيى تونس الخضراء.