يتواصل غلق المسرح البلدي بصفاقس أمام كل الأنشطة الثقافية بالجهة وذلك لتعثّر أعمال الصيانة فيه، حيث توقفت أشغال تهيئة وصيانة أحد أهم وأكبر المسارح بالجمهورية التونسية لأسباب غير معلومة، وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد أعطى خلال زيارته إلى ولاية صفاقس في شهر أفريل الماضي أمرا بصيانة المسرح وتهيئته وتم تخصيص اعتمادات قدرها مليون دينار لذلك. وكانت بلدية صفاقس قد رصدت اعتمادات بقيمة مليون و500 ألف دينار لإنجاز هذه الأشغال الضرورية للصيانة وتعهد المسرح في مجال حماية السلامة العامة. وقد أعلنت كلّ من بلدية صفاقس والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية ربيعة بن فقيرة منذ شهر جوان الماضي بأن اللجنة الجهوية للصفقات صادقت على صفقة تهيئة المسرح البلدي بصفاقس المتواجد في مكان مميز وسط المدينة باعتمادات جملية قدرها 2.4 مليون دينار، ثم أعلنوا أن الأشغال في المسرح المغلق منذ ماي 2015 بقرار بلدي ، ستنطلق خلال شهر أوت 2017 لتتواصل إلى غاية مارس 2018 وستشمل تعصير شبكة الإنارة العمومية به وتحسين البوابات الخارجية، تحسين الوحدات الصحية، تأمين سلامة الفضاء على مستوى البنية التحتية وسلامة رواده واعادة تغليف الكراسي وتهيئة الركح. لكن وبعد كلّ هذه الوعود تعطلت الأشغال في المسرح والتي وصلت حسب تصريح والي صفاقس السابق سليم التيساوي في شهر أكتوبر الماضي بلغت 10 بالمائة، لكن بقيت أبواب المسرح البلدي موصدة أمام المثقفين والأنشطة الثقافية وعشاق المسرح بالجهة، وبقي المسرح الوحيد الذي يتضمن سقفا متحركا ويتسع ل1000 مقعد، مغلقا للصيانة منذ أكثر من السنتين والنصف ،وبقي المركب الثقافي محمد الجموسي الركح الوحيد الذي يحتضن الفعاليات الثقافية بصفاقس إلى جانب المسرح الصيفي والذي يتم عادة إستغلاله في الصيف فقط. ولاية صفاقس إعتادت التهميش وإقترن بها لذلك ربما لم يحن الوقت بعد من أجل إفتكاك حق الجهة في ثقافة ومؤسسات ثقافية تليق بعراقة المدينة وتاريخها وطموح شبابها وموروث أجدادهم، ربما لم يحن الوقت بعد لأن صفاقس تعاني مشاكل أعمق مثل التلوّث جراء السياب لو زالت سيلتفت أبناء الجهة لواحد من أهم القطاعات وهو الثقافة.