تشهد حركة المرور بمدينة صفاقس تعقّدات كبيرة تتصاعد وتيرتها في أوقات الذروة خاصّة في النقط السّوداء المعهودة بجميع المفترقات الدّائريّة و امام المعاهد و المدارس الإعدادية و الإبتدائيّة , فسكّان المناطق الشمالية و الجنوبية و ساقية الزيت و الدّاير يلزمهم وقت طويل للوصول إلى منازلهم بعد رحلة معاناة طويلة تاخذ من أصعابه و برودة دمه ووقته الشيء الكثير و هم في حالة نفسيّة سيئة تنعكس سلبا على تصرّفهم مع عائلاتهم و ابنائهم . هذه الازمة المروريّة العميقة و التي عجزت السلط عن إيجاد حلّ جذري لها تنبع من الخلل الكبير الذي شاب التهيئة العمرانيّة لمدينة في حجم صفاقس و يتحمّل مسؤوليتها كل من خطّ حرفا في في هذه التهيئة العقيمة و التي تتطلّب وقفة حازمة من طرف الغيّورين على مدينتهم و لا يحقّ لاحد ان يحمّل شرطة المرور المسؤولية كاملة لرجال الامن و خاصّة شرطة المرور بصفاقس لانه ليس بإستطاعتهم تغيير هذه الحالة المزرية نظرا لقلّة الإمكانيات البشريّة و الماديّة التي هي تحت تصرّف مصلحة المرور بصفاقس و تتعامل بما توفّر لها من إمكانيات بسيطة و لكن لا تعفيهم من مسؤولية التواجد في النقط السّوداء و خاصّة اوقات الذروة . و هذه النقط السوداء لا تقتصر على وسط المدينة فالمفترقات الدّائرية كلها على مستوى الكلم الرابع تشهد إكتضاضا مروريا خانقا يذهب بالأعصاب و بضاعف كمّية إستهلاك المحروقات .. صفاقس في حاجة فعلا إلى ” ثورة” على السّائد في تخطيطها المروري الحالي في إنتظار ما ستجود به علينا الدولة من محوّلات و ميترو قد يغيّر صفاقس من حال إلى حال أفضل .