تعاني صفاقس الكبرى يوميّا وعلى مدار العام حالة من الفوضى والارتباك بسبب ازدحام حركة المرور الى درجة أصبح فيها الأمر يدعو الى اتجاه ايجاد حلول عاجلة.. «الشروق» تابعت الموضوع لمزيد كشف الأسباب. منذ ساعات الصّباح الأولى تشهد مداخل مدينة صفاقس حركيّة كبرى فتصطف السيارات والشاحنات على مسافات كبيرة تقدّر أحيانا بمئات الأمتار وكلّ ينتظر فرصة للعبور خصوصا أوقات الذروة.
واذا كانت أغلب المحوّلات والمداخل تشهد اكتظاظا في أوقات الذروة فقط وهدوءا نسبيا في بقية الأوقات فانّ المحوّل الدائري قرب ما يعرف «بصفاقس 2000» يشهد يوميا اختناقا مروريا رهيبا جعل العبور منه أشبه بالمعجزة بعد الانتظار لوقت طويل. فهذا المحوّل يوجد من جهة في المدخل المؤدّي الى قلب المدينة رابطا طرقا وشرايين كبيرة كطريق سيدي منصور والسلطنيّة وطريق تونس والمهديّة وغيرها.
علاوة على وجود عديد الفضاءات والمرافق الحيويّة والادارات بالقرب منه وأهمّها على الاطلاق سوق الفريب الذي ينتصب يوميا في بناية صفاقس 2000 الى جانب منه محطّة سيارات الأجرة «تاكسي» التي تحتل بدورها الطريق العام. وتصوّروا المشهد حيث يختلط الحابل بالنابل فلا تسمع غير صوت المنبّهات وأزيز السيّارات وصوت الباعة الذين عادة ما يحتلون أرصفة هذا المحوّل الدائري الى درجة أنّه يصبح عاجزا على احتواء مختلف وسائل النقل والمترجلين على حدّ سواء.
وغير بعيد عن هذا المحوّل يوجد السوق الكبير لبيع السمك حيث يقصده المئات من الناس يوميّا وبمحاذاته مأرب السيارات المعروف بباب الجبلي الذي يضمّ أيضا محطة أخرى لسيارات التاكسي تحاذيها محطّة حافلات شركة النقل بصفاقس وبينهما عربات الخضر والملابس المستعملة. إضافة الى أنّ هذا المكان بالذات يستقطب عشرات الباعة المتجولين الذين يعرضون بضاعتهم قرب سوق الحوت وعلى جوانب الطرقات حتى أصبح المترجل لا خيار له سوى استعمال الطرقات جنبا الى جنب مع وسائل النقل.
هذا السلوك يزيد الطين بلّة ويضاعف درجة الاختناق المروري في هذا المكان الحيوي والحسّاس جدّا حيث يشهد يوميّا حوادث مختلفة من النشل و«البراكجات» وحوادث المرور أو خصومات بين المارة وأصحاب السيارات والدرّاجات النارية الذين لا يحترمون علامات التوقّف ويستعملون أحيانا ما تيسّر من الأرصفة الشاغرة للعبور وربح الوقت، وقد خلّفت كلّ هذه السلوكات والمشاهد اليوميّة فوضى عارمة واختناقا حقيقيا حوّل قلب المدينة النابض بالحياة والحركة الى مشهد يومي مخيف.
ويرى الكثير من السكان أن لا خيار للسلطات البلديّة سوى مزيد مراقبة الانتصاب الفوضوي كما لا بدّ للسلطات الجهويّة المعنيّة أن تفكّر في أماكن بديلة لمحطات وسائل النقل بعيدا عن هذا المكان الحسّاس ولما لا تفكّر في انجاز محوّل يخفف وطأة اختناق حركة المرور حتى تتيسّر حركة المرور.