تونس (رويترز) – قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان في تقرير نشر يوم الخميس إن جماعات مسلحة، بعضها لها صلات بالقائد الليبي البارز خليفة حفتر، تمنع آلافا من الأسر النازحة من العودة إلى مدينة بنغازي شرق البلاد. وأضافت المنظمة أن ما بلغها من أقارب للضحايا يفيد بأن مجموعات مرتبطة بما يسمى بالجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر استولت على ممتلكات لأسر نازحة وعذبت وخطفت واحتجزت أشخاصا ممن حاولوا مقاومة أفعالها. ولم يرد الجيش الوطني الليبي على طلب بالتعليق. وفي الشهر الماضي أصدر حفتر بيانا يدين هجمات على ممتلكات خاصة ودعا قوات الجيش الوطني الليبي إلى مساعدة النازحين على العودة لمنازلهم. وانتصر الجيش الوطني الليبي العام الماضي بعد حملة عسكرية مطولة على إسلاميين ومعارضين آخرين لسيطرة حفتر على بنغازي. وبرز حفتر كشخصية مهيمنة في شرق ليبيا ومن المرجح أن يكون مرشحا للرئاسة في انتخابات تقول الأممالمتحدة إنها تريد إجراءها بنهاية العام. والمعارك في بنغازي جاءت في إطار صراع أوسع نطاقا نشب في ليبيا بعد انتفاضة في 2011 أطاحت بمعمر القذافي بعد أكثر من أربعة عقود من الحكم. وتسبب الصراع في تشريد عشرات الآلاف في أنحاء البلاد. وقالت هيومن رايتس ووتش نقلا عن نشطاء محليين إن نحو 13 ألف أسرة فرت من بنغازي منذ بدء حفتر لعملية أطلق عليها "عملية الكرامة" في مايو أيار من عام 2014 وإن 3700 أسرة على الأقل منعت من العودة إلى المدينة. ودعت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان حفتر إلى وقف الهجمات على المدنيين. وقال إريك جولدستين نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش في بيان "من الممكن، بل يجب، محاسبة كبار ضباط الجيش الوطني، الذين وقفوا مكتوفي الأيدي منذ 2014 بينما تعذب قواتهم الناس وتخفيهم وتنهب ممتلكاتهم، أمام المحاكم المحلية أو الدولية". * قتل قالت بعض أسر النازحين التي أجرت مقابلات مع هيومن رايتس ووتش إنها لم تتمكن من العودة إلى بنغازي بسبب تلقيها تهديدات على الرغم من أن أقاربها ليس بينهم من قاتل ضد الجيش الوطني الليبي. وقال أغلب النازحين إن أسرهم استهدفت بسبب الافتراض بأنهم أو أقارب لهم مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت هيومن رايتس ووتش أن خمسة أقارب لمن أجرت معهم مقابلات كانوا بين 36 جثة عثر عليها في بلدة الأبيار في أكتوبر تشرين الأول في أسوأ واقعة من نوعها في سلسلة من وقائع مشابهة. وقالت حنان صلاح وهي باحثة أولى في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مختصة في شؤون ليبيا في هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف "نشهد حاليا تصاعدا مخيفا في عمليات القتل دون محاكمة أو من يبدو أنهم مساجين أو أحياء لدى احتجازهم ثم تفقد أسرهم أثرهم قبل أن يعثر على جثثهم". وأضافت "نحن نوثق باستمرار ذات الحالات عن أشخاص اختفوا ليلا ويخشى ذويهم من البحث عنهم ثم تظهر جثثهم في مكب". وأشارت إلى أن حقيقة أن بعض الأسر التي تقطن بنغازي منذ فترة طويلة لها أصول من غرب ليبيا وخاصة مصراتة، وهي معقل لمعارضة حفتر، استخدمت في بعض الحالات ضدهم كسبب لإساءة المعاملة. وقالت "سيجعل هذا من أي تسوية مستقبلية أمرا شديد الصعوبة… ومستقبل المصالحة أو المحاسبة صعب جدا جدا".