نفى سفير الجزائر في تونس، عبد القادر حجار، تدخل بلاده في الأزمة السياسية الحالية التي تشهدها تونس. وقال حجار في تصريح لصحيفة “الشروق” الجزائرية نشر اليوم الخميس، إن “لا علاقة للجزائر ولا نتدخل في الشؤون الداخلية لتونس”. وكان حجار يرد على محاولة بعض الشخصيات المعارضة في تونس، الربط بين مقترح مجلس الحكماء الذي يضم 16 شخصية وطنية تونسية، ولقاء رئيس الحكومة التونسية، حمادي الجبالي، به (حجار)، قبل يومين لإطلاعه على تطورات الأزمة في بلاده. وأضاف السفير الجزائري “لا علاقة للجزائر بالموضوع.. هذا اقتراحهم وقرارهم وحدهم”. ويضم مجلس الحكماء التونسي عدداً من قدماء السياسيين ورجال الفكر والقانون والصحافة والعسكريين، على غرار عبد الفتاح مورو، وهشام الجعيط، ومنصور معلى، وحمودة بن سلامة، ومصطفى الفيلالي، واحمد المستيري. وإلى ذلك، قال زعيم حركة النهضة الحاكمة في تونس، الشيخ راشد الغنوشي، في حوار مع قناة “الشروق TV” الجزائرية، إننا “ننتظر ما ينتظره الأخ من أخيه (…)، ننتظر دعماً أمنياً واقتصادياً وإعلامياً من الجزائر”. وبرأ الغنوشي الجزائر من سعيها لإجهاض الثورة في تونس، بعد تصريحات له سابقة أن دولاً عربية تسعى لإفشال “ثورة الياسمين”. وقال “إنني أبرئ دول الجوار.. أبرئ الجزائر وليبيا من محاولتها إجهاض الثورة”. وبشأن التقارير شبه اليومية التي تتحدث عن وجود معسكرات لتدريب متشددين إسلاميين، قال الغنوشي “إن على كل من يتكلم في هذا أن يدلنا على أماكنهم ليطهرهم الجيش التونسي”، مشيرا إلى ان هناك من تكلم في السابق “عن قيام إمارة إسلامية في بعض الولاياتالتونسية قبل أن يتبين للأمن فيما بعد، أن كل ذلك مجرد أوهام وخرافات”. وعزا الغنوشي انخراط عشرات التونسيين في تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” بخاصة بعد كشف مشاركة 11 تونسياً بالهجوم على المنشأة النفطية الجزائرية قبل نحو شهر من الآن، والتي خلفت مقتل 37 رهينة أجنبية و29 مسلحا “إلى تعرض التونسيين طيلة 50 سنة إلى عملية قمع ديني وحضاري”، معتبرا أن دولة الإستقلال في تونس كانت “حرباً على الإسلام”. وقال “إن النظام السابق ضرب جامع الزيتونة منارة الإسلام المالكي المعتدل، والذي خرج منه العلماء الجزائريين، لكن للأسف الجزائر عُرّبت في استقلالها، أما تونس فقد غُربت في استقلالهاّ”. واعتبر الغنوشي أن “تونس صارت أرضا منخفضة لا تنتج تدينها، وإنما تستورده من الخارج، فجاءتنا مدارس سلفية متشددة، خاصة بعدما ضربت الحركة الإسلامية في تونس المتمثلة في حركة النهضة، وسجن حوالي 30 ألف من أبنائها خلال تسعينات القرن الماضي، أين حوربت كل مظاهر التدين، فكانت هذه النتيجة”. واعرب الغنوشي عن تفاؤله بمستقبل تونس، قائلا “أما وقد تحررت تونس من الاستبداد، فستستعيد توازنها، وستستقر على ما يناسب مزاجها السلمي من التدين المعتدل (..) وهذه مرحلة ظرفية فقط تمر بها البلاد”.