رغم أنّ ثورة 14 جانفي كانت ثورة الكرامة قبل كلّ شئ ثورة ضدّ الديكتاتورية وثورة ضدّ نهب المال العام وضدّ المحسوبية والرشوة ثورة الحرية والكرامة كما أسلفنا رغم كلّ ذلك فانّ نظرة سريعة على أنهج وشوارع المدينة في صفاقس ليس يوم الجمعة فحسب بل كلّ يوم تلاحظ تضاعف عدد المتسولين في هذه المدينة برقم مهول جدّا وأردت أن اقتحم عالم التسول طبعا ليس بالعمل الى جانبهم ولكننيّ في كلّ مرة أتجاذب أطراف الحديث مع أحد المُتسولين وخاصة إحداهن وقد سألت واحدة معها رضيع هل هذا الطفل ابنك؟ لأن الجميع يعلم أن المتسولات أصبحن يتسوغن الأطفال الصغار خاصة الرضع كأداة للعمل على كلّ حال أقسمت بأنه ابنها وأنها اضطرت للتحول الى صفاقس بعد أن تركها زوجها وهرب ولديها ثلاث أبناء تريد إطعامهم ولكنّ الغريب الذي تفطنا إليه أن بعض المتسولين هم من أصحاب الأراضي الشاسعة وتعودوا على التسول لأنه يدّر عليهم أرباحا طائلة دون أن يضطروا للعمل أو بيع أراضيهم فيتحولون يوميا الى صفاقس عبر مختلف وسائل النقل ليعودون بعدها بعشرات الدنانير بعد أن يلّحوا في الطلب ويحرجون الناس ويدّعون الجوع والبأس والفقر وهذه دعوة من الموقع الى مقاطعة المتسولين في صفاقس خاصة الذين يستأجرون أطفالا للتسول أو الذي يدعون الإعاقة لترقيق القلوب فالفقير في هذه المدينة هو الذي لا يمدّ يده أما اذا أردت فعل الخير فجمعيات المعاقين والعائلات المعوزة عددها لا يحصى ولا يعدّ وهي تستحق المساعدة ولكنها لا تمدّ يدها