من منزل الى منزل، ومن فيلا الى فيلا تجوب شوارع مدينة صفاقس رفقة ابنتها «المعوقة» لتستعملها في التسول واستعطاف أصحاب القلوب الرحيمة في شهر الصيام هذا.. تبدأ بالتسول ثم تنتهي بسرقة المصوغ والمال.. العملية تكررت في 4 مناسبات حتى انكشف سر «المتسولة» ومعها انكشف سر ابنتها التي اتضح انها ليست معوقة بل هي سليمة من كل داء، الا من داء التحيل.. قضية الحال انطلقت بشكوى تقدمت بها عائلة من صفاقس تفيد انه في الفترة القليلة الفارطة، زارتهم متسولة مرفوقة بابنتها المعوقة.. دقت المتسولة باب المنزل ولما فتح لها الأبناء الباب لم تطلب الا القليل من الماء لابنتها المريضة.. شربت المعوقة الماء في وقت كانت فيه الأم تطرح أكثر من سؤال الى أن فهمت من خلال أجوبة الأطفال الأبرياء أن المنزل خال وقتها من الوالدين.. 4 عمليات بطريقة فطنة وذكية، تمكنت من التحيل على الأطفال حتى دخلت المنزل بل وبلغت غرفة النوم وسرقت مصوغ ومال الأم الغائبة عن المنزل.. هذا السناريو تكرّر في 4 مناسبات مختلفة، ويبدو ان المتهمة وهي امرأة وعمرها 45 سنة، مطلقة ولها ثلاث بنات، جنت من العمليات أموالا هامة مستعينة في ذلك باحدى بناتها التي تضعها على كرسي متحرك لتحرك بها أصحاب القلوب الرحيمة.. السيناريو نجح في بعض المناسبات وأخفق في مناسبات أخرى الى أن بلغ أمر المتسولة أعوان الشرطة العدلية بصفاقس الشمالية عن طريق شكاوى رسمية وكذلك عن طريق حكايات تروج بصفاقس حول امرأة متسولة تجوب الشوارع خلال أيام الصيام وتدق الأبواب بحثا عن أبناء بلا أم وأب.. ! على ضوء المعلومات والشكاوى انطلقت الأبحاث ولم يكن مجهود أعوان الفرقة العدلية بصفافس الشمالية يسيرا لمعرفة هوية المتهمة ومرافقتها المعوقة التين غابتا عن الأنظار في الفترة الأخيرة، لكن مع ذلك توزعت المهام بين الأعوان بحثا عنهما من خلال ما توفر من أوصاف وصفات لعل من أبرزها الكرسي المتحرك.. وانكشفت المتسولة المتحيلة بعد محاولات مضنية ، تمكن الأعوان من تحديد اسم المتهمة فقط عن طريق امرأة كانت قد تعرفت على المتسولة في وقت سابق، بالاسم بدأ البحث من جديد، وبدراية وخبرة في معالجة مثل هذه المسائل تمكن الأعوان من تحديد هوية المتهمة التي اتضح وانها مطلقة ولها 3 بنات، لكن كل بناتها سويات وغير معوقات.. تمّت دعوتها للبحث والتحري، فارتبكت المطلقة وأبدت سلوكا يكشف عن شخصية تميل الى الكذب والتحيل، وبعرضها على بعض المتضررين والمتضررات، تعرف عليها الجميع كما تعرفوا على ابنتها التي اتضح وانها غير معوقة وان الاعاقة ليست الا طريقة من طرق التسول في شهر الصيام.. المتهمة الآن رهن الايقاف في انتظار مزيد التحري وربما الكشف عن قضايا مماثلة تورطت فيها المتهمة بنفس الأسلوب أو بغيره من أساليب التحيل والتسول التي تتطور في شهر الصيام من كل عام.. .