تولى يوم 20 أفريل الجاري وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صحبة والي قابس منجي ثامر الإشراف على إفتتاح الدورة الثالثة لمهرجان قابس للسينما التي تتواصل فعالياتها إلى غاية يوم 26 من نفس الشهر بمشاركة أكثر من 160 ضيفا من تونس و من عدة دول عربية إلى جانب تدشين قاعة " لاقورا " للسينما . وتنفرد هذه التظاهرة السينمائية بمشاركة 33 فيلم و تخصيص ثلاث مسابقات في الأفلام الطويلة و القصيرة و أخرى تهم أفلام مدارس السينما وتسعة أفلام أخرى مخصصة للعرض خارج المسابقة بالإضافة إلى تكريم ثلة من المتألقين و المبدعين في عالم السينما على غرار المخرج السوري الراحل و المخرج السينمائي الفقيد الطيب الوحيشي و مدير التصوير الراحل علي بن عبدالله. كما اطلع الوزير أيضا على انشطة مهرجان " فن و صنايع " بسوق الحنة بجارة قابس حيث كانت الفقرات المقدمة في مستوى حيوية و طموحات المبدعين المشاركين المتحيزين لكل ما يدفع بالثقافة عموما نحو الأفضل بين طلبة و جمعيات و قد عكست هذه الألوان الثقافية المقدمة ما توفق إليه المشاركون في كسب المراهنة على مجال الخلق و الإبداع الفني . و على هامش زيارته لولاية قابس وفي معتمدية المطوية إطلع الوزير على سير أنشطة بعض المؤسسات الثقافية بكل من المطوية ووذرف حيث عاين عن كثب سير نشاط المكتبة العمومية محمد العروسي المطوي بالمطوية من خلال التعرف على رصيدها الكتبي الذي قدمه عبد الكريم مبارك بالإضافة إلى القيام بجولة عبر مختلف أركان متحف الأديب العروسي المطوي الذي أحدثه النادي المطوي للتعارف و التعاون بمساهمة عائلة الفقيد وقد جاء هذا المتحف تقديرا من أبناء المطوية لدوره في اكساب المطوية شهرة أدبية داخل البلاد و خارجها و تخليدا لذكراه و اعترافا بنضاله من أجل أدب تونسي معاصر .علما وأن هذا المتحف يضم مجموعة هامة من الصور تجسم مختلف مراحل حياته التربوية و المهنية و السياسية و الابداعية منذ استقراره بتونس العاصمة خلال العشرينات وعرض أعمال الأديب المنشورة و الأوسمة و عينات من لباس الفقيد ووثائقه الشخصية و شهائد التقدير التي تحصل عليها تقديرا واعترافا بإضافاته الفكرية و الأدبية على الساحة الوطنية و العربية. و في لقائه مع الوزير أثار أحد المهتمين بالشأن الثقافي في المطوية وضعية المدينة الاثرية المغمورة قرب شاطئ " الرخامة " بالمطوية و التطرق الى السبل الكفيلة بالاهتمام بهذا الاكتشاف الاثري الهام والوصول الى تحديد خصائص هذه المدينة الحضارية و مزيد التعمق في خفاياها التاريخية . و على إثرها تحول الوزير إلى المركز الثقافي بالمطوية أين واكب أنشطة بعض النوادي ضمن مجالات الموسيقى والرسم و البراعات اليدوية و الإعلامية بهذه المؤسسة الثقافية ، فيما كانت دار الثقافة بوذرف محطته الأخيرة لمعاينة وضعية بناءاتها و التحاور مع عدد من ممثلي مكونات المجتمع المدني بالمنطقة حول السبل الكفيلة بمزيد النهوض بالقطاع الثقافي في هذه الربوع . بعث كلية الآداب في المطوية و لم لا ساهم الفقيد الاديب محمد العروسي المطوي في اثراء محتويات المكتبة العمومية بالمطوية بإهدائه مكتبته الخاصة التي تضم 14 ألف كتابا و مرجعا جمعها طوال مشواره الإبداعي شملت مضامينها الفلسفة و الادب و التاريخ الى جانب المخطوطات و نظرا لأهمية محتويات هذا الفضاء الفكرية و الادبية القيمة و ما يشكله من منارة ثقافية وتربوية لا لأبناء المطوية بل يتجاوز ذلك الى ابناء مدن الجنوب عامة يأمل أهل الثقافة و الأدب في هذه الربوع من سلطة الاشراف أن يتم بعث نواة لكلية الاداب في المطوية تكريما لروح شيخ الادباء محمد العروسي المطوي و تنويعا لشعب التعليم العالي بالجهة . إعادة إحياء ملتقى محمد العروسي المطوي للآداب و الحضارة العربية رغم مساهمة ملتقى محمد العروسي المطوي للآداب و الحضارة العربية في التعريف بأعلام المنطقة من مبدعين في مجالات الادب و الفكر و الثقافة بالاضافة الى الوقوف على الاسهامات العربية في مجالي الادب و الحضارة الانسانية و تكريم شيخ الادباء المحنك و التعريف بإنتاجه الغزير في مختلف الميادين الابداعية و الثقافية زيادة على دوره في تنويع المشهد الثقافي فقد غابت هذه التظاهرة الفكرية و الثقافية منذ حوالي ثماني سنوات و هو ما يتطلب التفكير بجدية في بعث جمعية لهذا الملتقى تكون قادرة على مواصلة البحث و الدراسة حول اسهامات الفقيد المتنوعة و التفتح على الفكر المغاربي و العربي و دعوة الوزارة المعنية إلى دعم هذه التظاهرة ماديا.