العنوان ليس بشعار لإحدى الملتقيات أو لافتة اشهارية لإحدى التظاهرات إنما هي حقيقة. حقيقة الأرقام المحققة في مؤسسة جمعت بين العراقة و الحداثة. عراقة جعلتها تكون الأقدم و الأولى في مجالات عديدة. عراقة الشيكات البريدية (100 سنة)' عراقة الادخار البريدي (أكثر من 60 سنة) و عراقة الخدمات البريدية. الحداثة جعلت من المؤسسة البريدية الأولى في النقديات و ذلك بتوفير كم هائل من البطاقات الالكترونية المتعددة الوظائف. الديوان الوطني للبريد المؤسسة الوحيدة التي جمعت بين الخدمات المالية و النقدية و الخدمات البريدية من رسائل و طرود و بريد سريع إلى التصريح الديواني و غيرها. بمليون بطاقة الكترونية و حوالى مليون معاملة الكترونية سنويا مع مليون حساب بريدي جاري نشط و 4.5 مليون دفتر ادخار ختم البريد التونسي سنته المحاسبية لسنة 2017. زد عن ذلك احتلاله المرتبة الأولى في الادخار الوطني ' إذ يساهم البريد ب 30 بالمائة من الادخار الوطني(5200 مليون دينار من جملة 16800 مليون دينار). أرقام قياسية في جميع المجالات جعلت من البريد التونسي رقما صعبا في الاقتصاد التونسي حيت أن نقاط اتصاله بحر فائه (حوالي 1200 نقطة اتصال) قاربت عدد جميع الفروع البنكية في البلاد التونسية ( 0143 فرع) . كل هذه المعطيات تجعل من البريد التونسي فخرا للبلاد و الاقتصاد الوطني. وحتى لا تكون هذه النتائج المحققة نهاية مرحة و تكون حقا بداية رحلة أخرى من التميز وجب على سلطة الإشراف إعطاء هذه المؤسسة حقها و دفعها نحو الأفضل. الوضعية الحالية و الظرف الراهن يمثل فرصة تاريخية للبريد لمزيد تنويع خدماته و اكتساح السوق التونسية و الإفريقية أيضا. فالتسريع بوضع منصة للتصدير نحو افريقيا و مساعدة المؤسسات الناشئة و تمويلها مع مواصلة تصدير الخدمات نحو الخارج و خاصة القارة الإفريقية من شأنه أن يعطى حجما أكبر للمؤسسة . و لذا الدعوة موجهة لجميع الأطراف المتداخلة من وزارة تكنولوجيا الاتصال و الاقتصاد الرقمي و الإدارة العامة للديوان و النقابة العامة لإزالة بعض الحواجز و تمكين البريد من حقه في إحداث مؤسسته التأمينية و الايجارية الخاصة به و الأهم إحداث بنك البريد. هذا الأخير يعتبر ضرورة قصوى للمؤسسة خاصة إذا أخذ المنحى الرقمي أو التخصص في المنتوجات المالية الإسلامية الناجحة في العالم و التى مازالت تمثل سوقا مفتوحا في تونس. لما لا بنك بريدي رقمي في وزارة الاقتصاد الرقمي ؟ الأكيد أن مؤسسة ال 10 ألاف بريدي و صاحبة أكثر من 5 مليون حريف قادرة على المضي قدما في التقدم و النجاج . نجاح مشروط بطبيعة الحال بتوفير ظروف عمل جيدة و مناج اجتماعى مشجع. كل هذا من شأنه أن يجعل من البريد التونسي نموذجا اقتصاديا يحتذي به و مفخرا للمؤسسة العمومية التونسية.