كارثة غرق مركب الهجرة الغير نظامية في عرض سواحل قرقنة : مشاهداتي هذا الصباح من أمام بيت الموتى بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة صفاقس – حشد من المواطنين من عائلات الضحايا (باجة – الحامة – مدنين – تطاوين ..) و من معارفهم يتجمعون أمام قسم الطب الشرعي و حالة من الأسى و التعاسة تعلو وجوهم . نفس المشهد الكئيب يتكرر و ما بالعهد من قدم كارثة اصطدام و غرق مركب الهجرة الغير النظامية (8 أكتوبر 2017) – أب مكروب أصيل باجة فقد ابنه الوحيد يدخل في حالة هستيرية حزنا و ألما على فقدانه – حالة من التشنج تصيب بعض أفراد عائلات الضحايا بسبب طول اجراءات تسلم جثث أبنائهم (التعرف على الجثة – رفع البصمة – الاجراءات الادارية…. ) – حالة من الترقب و القلق البالغ لأفراد عائلات المفقودين لتأكيد النجاة أو الموت – وصول 3 جثث هذا الصباح و البحث مازال جار عن المفقودين في عرض البحر (قراب – لم نلاحظ عناية الطبية و النفسية لفائدة أفراد عائلات الضحايا – لم نعاين السند التضامني الانساني – حالة من الغليان و التذمر تسود هؤلاء المواطنين بسبب تقصير الدولة في حماية مواطنيها من الهجرة الغير النظامية و من " الحراقة " . واحد يسأل كيف لحرس الحدود البحري أن لا يتفطن الى مركب انطلق خلسة و على متنه أكثر من 180 شخصا ؟وآخر يقول أن الكثيرين في صفاقس يعلمون بنقط انطلاق الهجرة الغير نظامية ( من سيدي منصور إلى مليتة بقرقنة و من ثمة إلى عرض البحر ) و حتى بالمقابل المادي (300 د في المرحلة الأولى ثم 3000د) – حضور أمني كبير و تسيير لحركة التنقل من قبل أعوان الأمن – مواكبة إعلامية مباشرة لإذاعة صفاقس إلى متى هذه الكوارث التي تقل مواطنينا ؟