كتب على مدينة المليون ساكن و نيف ان تدير ظهرها للبحر و تحرم من نعيمه جراء التلوث الصناعي العشوائي الذي عبث بالبيئة و المحيط في البر و البحر و ادى اكتساح المرجين الفتاك على نطاق واسع دون ان تبالي الحكومات المتعاقبة على ادارة البلاد منذ الاستقلال بمعاناة عاصمة الجنوب و هي التي ساهمت بضلع واسع في بناء البلاد و تطويرها … و لئن رضخ النظام السابق لنداءات المجتمع المدني و اعطى التعليمات بانجاز المرحلة الاولى من مشروع تبرورة على امل ان تنجز المرحلة الثانية في الابان الا ان الحكومة و عوضا عن متابعة الملف و دعمه فانها وضعت العصا في العجلة كما يقال بالاعلان عن اسعار خيالية للارض و اثناء تعبير بعض المستثمرين عن رغبتهم في انجاز مرحلة التعمير و تحويل الضاحية الشمالية الى مدينة عصرية من النوع المتوسطي و الرفيع و لم تقف اللامبالاة و التعطيلات عند هذا الحد بل انها لم تبال بالاخطار الناجمة عن فتح شاطئ الكازينو المحاذي للميناء التجاري الذي يصدر الفسفاط و مشتقاته و لا سيما الكبريت و لم تتدخل كما فعلت في السبعينات بحظر السباحة فيه لانه يشكل خطرا على صحة السباحين فيه هذا الى جانب خطورة مادة الكبريت التي كادت ان تلحق كارثة بالمدينة عندما اشتعلت منذ ايام و لم يتسن اخماد النيران الا بعد الاتيان على مادة الاسفنج سريعة الالتهاب لذلك بات من الضرورة غلق الشاطئ و لو ادى الامر الى منع السباحة فيه و هو ما يزيد من معاناة الطبقات المحدودة الدخل التي تعجز عن السفر الى المناطق المجاورة للسباحة