في الوقت الذي تقدم فيه جموع القنوات التلفزية التونسية المآدب الشهية من لحم مشوي و سمك نهري مرفوقا بالعنب الرفرافي و البطيخ القلعاوي و جميع أنواع الآلبان و الأجبان ، تلفظ سواحلنا البحرية جثث أرواح بشرية. و لئن أنشد عم خميس زليلة في قصيدته بابور الهجرة "بابور زمّر خش البحر عطى بالظهر لارض الوطن عز الوكر بابور زمّر خش الغريڨ سالك طريق ڤدا أرض غربة تشيح الريڨ عاطي بظهره لوجه الصديڨ و ڤلب الرفيڨ وجوه الاهالي طافية صفر هم و كدر بابور زمّر بالصوت عالي عل الوطن جالي يحمل شباب عالشعب غالي ڤداه اليدين ترعش تشالي دمع الأهالي يلذع و يجرح شبح النظر حرڨ الشفر بابور زمّر خاشش لبحره ڤدا أرض برة لسماء صافية عاطي ظهره يحمل شباب من أرض خضراء لحياة مرة كما يحمل الواد وڤت المطر عتوڨ الشجر بابور زمّر هج مالوطن في مثيل سن يڤص الموج ڤص الجبن عل البحر أزرڨ خلّف كفن خلّى السفن عالشط ترعش خايفة الخطر هاج البحر ماج البحر بابور سافر عل العين غاب تحت الضباب محشي معبي بخير الشباب وسڤوه للاجنبي بلا حساب مثل الدواب الفرڨ بينه و بين البڤر جواز السفر فإن الزورق داهمنا من قبل و ألقى بفلذات أكبادنا على سواحل البحر و قال لنا "هذا على حساب" و في الوقت الذي تخرج فيه روائح الأطمعة من الأستديوهات التلفزية شهية تسيل اللعاب و تجري الريق مرفوقة بألحان موسيقية، أمهات ثكلى على ضفاف بحر قرارته الردى و لجته شكاة و على شواطئه القلوب تئن دامية عارية تقذف بها العواصف في العتمة و الغداة.