أفاد رئيس قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس الدكتور سمير معتوق بأن الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الغرقى والمودعة ببيت الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في صفاقس لا تكتسي خطورة. وأضاف أنها ناتجة عن درجة تعفن الجثث الوافدة على القسم في الفترة الأخيرة والتي بقيت مدة مطولة في الماء. كما دعا معتوق عائلات المفقودين في حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية في قرقنة ولا سيما الأب والأم للمسارعة للاتصال بالقسم لإتمام إجراءات التثبّت من هوية الغرقى والتعجيل بعمليات تسليم الجثث ودفنها. وسجّل في جوار بيت الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة صباح اليوم حضور مجموعة من حاملي الجنسية الإيفوارية معظمهم من الطلبة مطالبين باستفسارات عن ملابسات دفن الأجانب العشرين أمس في إحدى مقابر الجهة وعن معلومات بشأن غرقى إيفواريين لا يزالون في عداد المفقودين. وقد قدّم لهم إطارات قسم الطب الشرعي بيانات عن دفن العشرين أجنبيا من دول جنوب الصحراء الإفريقية بالتعاون مع المنظمات الدولية ومنها الصليب الأحمر الدولي بعد أخذ كل احتياطات الهوية الجينية وتحديد الاسترسال الجيني. وأكد أحد الإطارات الطبية متوجّها إلى الطلبة الإيفواريين الذي حمل عدد منهم صور لمفقودين من بني وطنهم أنه في صورة حضور أهالي هؤلاء الموتى والتثبّت من تطابق البصمة الجينية معهم فسوف يقع تمكينهم من الجثث فورا. وحول توقع وصول مزيد من الجثث إلى قسم الطب الشرعي أوضح سمير معتوق أن ذلك مايزال واردا رغم أن الجثث صارت تطفو وتدفعها الأمواج على الشواطئ بعيدا عن محور وقوع حادثة الغرق، مشيرا إلى أن إحدى الجثث عثر عليها بشاطئ العكاريت في ولاية قابس (على بعد 100 كيلومترا من صفاقس) وإلى أنّ الجثة المنتفخة بالماء يمكن أن تقطع 90 كيلومترا في اليوم بما يجعل إمكانية وصول بعضها إلى السواحل الليبية أمرا ممكنا فضلا عن إمكانية بقاء الجثث في قاع البحر، حسب تقييمه.