يشهد العالم أنك تحمّلت وأهلك ما تعجز الجبال عن تحمّله. أنت الولد الوحيد، وأنا أعرف ما معنى الولد الوحيد للأم والأب، لأني مثلك أنا، كما أخواتك البنات عانين مرارة غيابك فكن خير من تحمّل مسؤولية رعاية الوالدين، وقدمن تضحيات تفوق مرارة هذه السنين.. لقد تحمّلت يا صديقي غربة لا تحتمل، في سبيل أن تبقى عزيزا، مرفوع الرأس باتجاه حلم الحرية للوطن.. وبقيت فعلا شامخا حتى بعد الثورة.. ثابتا على مواقفك مع الحق وضدّ النفاق والظلم.. لا تخشى لومة لائم.. وأشهد أن من وقفت معهم في أشد محنتهم، لم يقفوا معك في أشدّ محنتك.. أشهد أنهم لم يقدّروك حق قدرك بعد الثورة.. وأشهد أن تونس تخسر هامة إعلامية وأدبية كبيرة.. أنت تأكلك الغربة مرة أخرى.. تلك مأساة كل الصادقين يا صديقي… صديقك ̸ وشريكك في أوجاع الوطن المحامي ̸ عمر الرواني مدينة الكاف / تونس 11 جوان 2014