تثير المعارك الإلكترونية بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية العرب على هامش مونديال روسيا جدلا واسعا. والعرب ممثلون في المونديال ب4 منتخبات هي مصر وتونس والمغرب والسعودية لكن يبدو أن هذا التمثيل فرقهم أكثر مما جمعهم، إذ اندلعت منذ بدء المنافسات معارك حامية الوطيس بدأت بعد "شماتة" معلنة من قبل بعض المغرّدين في المنتخب السعودي الذي خسر أمام روسيا بخمسة أهداف دون رد ضمن هاشتاغ #السعودية_روسيا. وهو ما جعل من المغردين السعوديين يشهرون كل أسلحتهم على تويتر لمهاجمة "خصومهم" والشماتة في الخسارات التي منيت بها كل المنتخبات العربية في مبارياتها الافتتاحية من عدة هاشتاغات على غرار #المغرب_إيران. وكتب مغرد "لمن يقول لا تقحم السياسة بالرياضة بدأ الموضوع مع المغرب وتشجيعهم لروسيا"! ولم تخلُ التغريدات من نزعات سياسية وعنصرية، فيما غلبت الطرافة في أحيان كثيرة. وتصدر الاثنين هاشتاغ #تونس_إنكلترا قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في عدد من الدول العربية. وكان المنتخب التونسي خسر في الوقت القاتل أمام نظيره الإنكليزي 2-1، ضمن مباريات المجموعة السابعة لكأس العالم روسيا 2018 على ملعب فولغوغراد أرينا. وكتب مغرد "لو كان لسوء الحظ جنسية لكان عربي الجنسية"!! وكان لافتا انخراط إعلاميين ورياضيين وحتى سياسيين في "المعارك الصغيرة"، وفق تعبير بعضهم. وفي هذا السياق قال معد تلفزيوني يدعى مثيب المطرفي "خسرت السعودية أمام روسيا في مباراة كرة قدم فاكتشفنا أننا كفار قريش وأننا بعنا قضية فلسطين وأننا ضد العرب... إلى آخره. لهذا أقول من طرق الباب يسمع الجواب ولا تنتظرون منا طيب الكلمة وحسن الخلق أمام مرتزقة لا يملكون الأخلاق والقيم الإسلامية". معارك حامية بدأت بعد "شماتة" معلنة من قبل مغردين في المنتخب السعودي وأضاف "خلونا نكون واقعيين مدرب تونس نبيل معلول ومذيع تونسي بقناة ‘بي.إن' تهجموا على السعودية وسيسوا الرياضة هل لاقى ذلك استنكار في الشارع التونسي؟ هل تصدوا شرفاء تونس لهؤلاء المرتزقة؟ هل حذرتهم حكومتهم أو أنذرتهم من تخريب العلاقات"؟ وقال بعض المغردين ما ذنب شعب كامل في تصرفات بعض من يتلقون أجرا من قطر. بالمقابل تداول سعوديون على نطاق واسع مقاطع فيديو تبرز فرحتهم بعد تسجيل تونس لهدف التعادل ضد المنتخب الإنكليزي. وكتب معلق "الخسارة الحقيقية ليست في الكرة ولكن في أخلاق الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، سب وشتم ولعن وقذف. يا ساتر". وقال آخر في نفس السياق "عفن غير طبيعي امتلأ به الهاشتاغ ارتقوا يا عرب.. أصبحنا وأمسينا أضحوكة لكل العالم. العربي سعيد بهزيمة أخيه العربي؟! انحدار أخلاقي ما بعده انحدار"! وسخر مغرد "الكرة العربية عموما مثل القمة العربية توصيات بلا نتائج، والمباريات كالجلسات المغلقة لا ينفع إذاعتها للخارج". وكتبت مغردة "الوقت من تسجيل منتخب تونس هدفه الأول، وحتى وقت تسجيل هدف إنكلترا للهدف الثاني، هو أطول وقت فرح فيه العرب مجتمعين منذ سنوات" وطالب مغرد "استمتعوا بالمونديال بعيدا عن التعصب السب والشتم والقذف، كل واحد يشجع المنتخب الذي يحب في مونديال روسيا 2018". وقال مغرد من الجزائر "كان يا مكان في سالف العصر والأوان تأهلت الجزائر وحيدة فمثلت العرب هكذا وتأهلت أربع بلدان عربية لم نر سوى الشتم والسب في وسائل التواصل الاجتماعي وتفرقة، تمنيت لو أن الجماهير العربية في روسيا تتلاحم وتكون يدا واحدة". واعتبر آخر "من يرى كمية الشتم والتشمت بين الدول العربية يعلم بأنه لم يبق من العروبة إلا رسمها". وقال أحد المدونين على فيسبوك "من قال إن الشعوب لا تحتاج إلى أفيون لتخفيف آلام الحياة على هاماتها؟"، في إشارة إلى التأثير البالغ لكرة القدم لتهدئة خواطر مجتمع بأسره.