تعتبر فسقية الشعري من أقدم الفسقيات في صفاقس، تقع خارج المدينة العتيقة على بعد 300 مترا شمال شرق برج القصر، و أبرزت الأبحاث أنها تعود للفترة الأغلبية أي القرن التاسع ميلادي وهي شبيهة جدا بفسقية الأغالبة بالقيروان. هذه القيمة التاريخية والمعمارية لم تشفع للفسقية، حيث تعاني من إهمال كبير وأوساخ مكدّسة داخلها وبمحيطها الخارجي، وتعاني الفسقية في جزئيها من تكدّس قوارير البلاستيك والأوراق وبعض الحجارة التي يلقيها المارّة وبقايا السجائر التي يلقيها من يجلس بالكراسي التي وضعتها البلدية بالحديقة المحاذية للفسقية. فسقية الشعري تنتظر تدخلا عاجلا من قبل المعهد الوطني للتراث على الأقل بوضع لافتة تُعرّف بهذا المعلم وتاريخه وقيمته المعمارية حتى يطّلع المواطن ويقدّر قيمتها، كما تنتظر تدخلا دوريا ومستمرّا من بلدية صفاقس كغيرها من المعالم التاريخة والمعمارية حتى لا تفقد قيمتها وبريقها وتحافظ على هيكلها الذي قاوم السنين، ولما لا تسييجها بسياج جميل يحميها من تدخلات الغرباء ومن استعمالها كبيت راحة ..وتنتظر الفسقية أيضا إعتراف الأهالي الذين وفّرت لأجدادهم الماء أيام القحط أن يحافظوا عليها ويعتنون بنظافتها وعدم المساس من معمارها.