هنا بئر علي بن خليفة المنسية من أجندات التنمية. مثلما تناست كتابة التاريخ زعيمها علي بن خليفة. هذه بئرعلي التي تعطيهم زيتا فيعطوها موتا. هذه بئرعلي التي تعطيهم غلالا فيعطوها أغلالا. هذه بئرعلي التي اضحت حديقة خلفية وضيعة منسية. هذه بئرعلي التي احتجت، اضربت، تألمت لكن لا حياة لمن تنادي. هنا جحافل المعطلين الذين انتظروا حلولا لم تأت لآحلام لم تمت. هنا يحتضر الزيتون الاخضر وهو ينتظر كرما من السماء. هنا تغيب الثقافة في قلعة اصبحت قاحلة جرداء. هنا يكابد الانسان حد التعب والعناء… هنا تتهرأ البنية التحتية وتغيب المنطقة الصناعية وتهمش الاراضي الفلاحية.. هنا لا أخبار عن التنمية الا في بعض الاحاديث الجانبية والوعود السياسيوية…أو في لعب أوراق التنمية الرياضية.. هنا يعتصم بعض المنسيين من الاف المهمشين والمفقرين. كل مكاسبهم شهادة جامعية وآحلام تحولت الى كوابيس.. انتظرو السنين الطويلة، استنفذوا كل الحلول التي كانت عقيمة اعتصموا املا في غد افضل. اعتصموا رغبة في واقع احسن. اعتصموا بعد ان استفحل النزيف. نزيف العمر والسنين والفقر. نفضوا غبار النسيان. انتفضوا ضد مهانة البطالة وظلم الانسان. اعتصموا بعد ان ملوا الكلام المعسول الرنان. حملوا شعارات ضد الظلم وضد التهميش. حملوا شعارات لا تطلب اكثر من الكرامة. طلبوا عدلا في التشغيل وحقا في التنمية وأملا في الحياة. طالبوا بلفتة من المسؤولين واهتماما من السياسيين. طلبوا حقهم كمواطنين.. لقد تجاوز عدد المعطلين في بئرعلي الثلاثة الاف خريج مازالو ينتظرون شغلا. هل تعلم ان نسبتهم تجاوزت 6% من سكان المنطقة. هل تعلم ان السواد الاعظم من شبابها يلجأ للتهريب أو للهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت. او ادمان المقاهي. نعم لقد انسد الافق واغلقت الابواب…