انعقدت صباح يوم الجمعة 05 جويلية 2013 بالمجلس الوطني التأسيسي جلسة ممتازة بمناسبة زيارة الدولة التي يؤديها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى تونس يومي4 و5 جويلية الجاري. وحضر هذه الجلسة الممتازة أعضاء الحكومة ونواب المجلس الوطني التأسيسي وممثلون عن مكونات المجتمع المدني وعن عدد من البعثات الدبلوماسية بتونس إلى جانب ثلة من الشخصيات الوطنية والوفد المرافق للرئيس الفرنسي. وحيا الرئيس هولاند في كلمته الثورة التونسية وعملية صياغة الدستور مشددا على أن ثورة تونس تحمل أملا للعالم العربي والعالم بأسره في الحرية والديمقراطية. وأكد استعداد فرنسا للعمل مع كل ممثلي الشعب التونسي قائلا في هذا الصدد ان فرنسا على يقين بأن الإسلام والديمقراطية يتطابقان . وأبرز متانة العلاقات التي تربط بين فرنساوتونس عبر التاريخ وفي الوقت الراهن مؤكدا حرصه على مزيد توطيدها من خلال هذه الزيارة. وأوضح الرئيس الفرنسي أن تعزيز العلاقات مع تونس يعني قبل كل شيء الكشف عن الحقيقة متعهدا في هذا الصدد لأرملة النقابي التونسي الشهيد فرحات حشاد وابنه وممثلي الاتحاد العام التونسي للشغل بالعمل على الكشف عن ملابسات اغتيال حشاد سنة 1952مشيرا إلى إسدائه تعليمات تقضي بوضع الأرشيف الفرنسي المتعلق بهذا الملف على ذمة العموم. كما اغتنم هولاند الفرصة لتكريم الشهيد شكري بلعيد الذي وصفه ب "رجل القناعات" معربا عن الأمل في أن يتم إماطة اللثام عن المورطين في اغتياله. من جهته اعتبر رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر في كلمته خلال هذه الجلسة الممتازة ان الفتور النسبي الذي شاب العلاقات بين البلدين إبان الثورة يعد حسب تعبيره سحابة عابرة مبينا أن عزم فرنسا على دعم المسار الانتقالي في تونس تجلى بالخصوص من خلال خطة دعم سياسي على المستوى الثنائي وكذلك على مستوى العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة الثمانية. وشدد على ان العلاقات بين البلدين كانت و لا تزال عميقة وصلبة مذكرا بان العديد من ضحايا الظلم والديكتاتورية والاستبداد وجدوا في فرنسا ملاذا لهم من بطش النظام السابق وقمعه. وأضاف ان تزامن وصول هولاند إلى سدة الحكم مع ما شهدته تونس من ثورة يفرض على البلدين القيام بنقلة نوعية لإرساء علاقات جديدة تقطع نهائيا مع الهاجس الأمني والخوف المفرط وتقوم على التكافؤ والتنمية المشتركة. كما ثمن بن جعفر قرار فرنسا تحويل جزء كبير من الديون التونسية إلى استثمارات ومشاريع تنموية خاصة في المناطق التي عانت من التهميش إلى جانب حرصها على الوقوف إلى جانب الشعب التونسي لدى البنوك الفرنسية لاسترجاع الأموال المنهوبة.