لكلّ من له ذرّة شكّ في تردّي خدمات النقل بصفاقس فما عليه إلا ان يقوم بزيارة خاطفة إلى محطّات التاكسي " بوبلاصة" بباب الجبلي وباب القصبة والمحطّة الجديدة بحديقة الأم والطفل بداية من الساعة الخامسة مساء ليقف شاهدا على آلاف المواطنين وهم يركضون وراء سيّارة تاكسي وسائقها وكأنه " البي في زمانو" يشترط ويتكبّر …كيف لا والهاروني منحه هذه الفرصة الذهبيّة ليبرز وجوده ويتحكّم في الحرفاء وذلك بتهميش المدينة وعدم توفير الحافلات الضروريّة حتّى لا نشهد مثل هذه التجاوزات الخطيرة ..هذه الحافلات التي ليست بمنّة من وزارة النقل بقدر ماهي حقّ مكتسب لمدينة المليون ساكن ومدينة جمع الضرائب والمدينة الإقتصادية … ليست منّة حتّى ننتظر كلّ هذا الوقت بما في ذلك من معاناة واتعاب يتحمّلها الموظّف والعامل والتلميذ والذين لا يصلون إلى منازلهم إلا في ساعة متاخّرة من الليل هذا في صورة ما إذا حاز رضاء سائق التاكسي … وإحقاقا للحقّ فإنه لولا هذه التاكسيات التي فرضت على الحكومة نظام " البلاصة" ورغم تصرّفاتهم الغير مقبولة لكانت المصيبة اكبر ولكم ان تتصّوروا حال المدينة بدون هذه التاكسيات ؟ مازال المواطن في صفاقس ينتظر ان تتزيّن طرقاته بحافلات جديدة ولائقة ولن يتمّ ذلك إلا متى حازت المدينة رضاء الهاروني وحكومته .