تضرّرت اغلب الطرقات بصفاقس من الامطار التي تهاطلت على المدينة في الآونة الاخيرة حيث تعدّدت الحفر والمطبّات وكشفت الامطار عديد الاسرار الكامنة وراء إنشاءها .. فقد لاحظ الجميع ان الطرقات الفرعيّة أو " الزنق" والقصّاصات سريعا ما تتضرّر فبمجرّد إنتهاء المقاول من تعبيد الطريق حتّى تظهر الحفر وتآكل جنباته وتظهر المساوئ كلّها رغم ان كرّاس الشروط يلزم مهندس البلديّات او وزارة التجهيز بإمضاء وثيقة قبول وشهادة إنتهاء الأشغال بالصّورة التي تحدّدها كرّاس الشروط ولكننا امام هذا الواقع المرير فإن أطرافا ثلاثة قد تكون وراء هذه الإخلالات اوّلا كرّاس الشروط التي تتضمّن مواصفات الطريق وطريقة إنجازه وقد تكون هذه المواصفات المضمّنة في كرّاس الشروط وهذه في حدّ ذاتها مصيبة كبيرة .ثانيا المقاول الذي تولّى القيام بالأشغال وتبقى إمكانيّة الغشّ في المواصفات واردة لتنقلنا إلى الطرف الثالث وهو مهندس البلديّة او وزارة التجهيز المطالب وجوبا بمراقبة الاشغال وإعداد تقارير في ذلك وإعطاء المقاول شهادة في إنتهاء الاشغال طبعا إذا كانت مطابقة للمواصفات … بين الاطراف الثلاثة تضيع الحقيقة ولكنّها تبقى واضحة للعيان كلّما مرّ مواطن بإحدى هذه الطرقات ..فأين متابعة سلطة الإشراف وأين الرقابة على المال العمومي والتي هي اموال الشعب .