الوضع الصحّي بمدينة صفاقس يشهد تدنّيا كبيرا في الخدمات وفي الأدوية ونقصا كبيرا على مستوى الإطارات والاطبّاء ففي مجال الادوية فإن الميزانيّة المخصّصة لها لا يمكن ان تواجه كلّ الطلبات خاصّة إن علمنا ان المستشفيين الجامعيين الحبيب بورقيبة والهادي شاكر تستقبل مرضى الجنوب مما يجبر المرضى على إقتناء الادوية على حسابهم الخاص من الصيدليّات . قسم الإستعجالي يعتبر مهزلة صحّية بصفاقس فلا الهندسة ولا الفضاءات الصحّية ولا التحهيزات الصحيّة المتوفّرة به تجعل منه قسم إستعجالي عصري يتوفّر على جميع مستلزمات العمل الطبّي الإستعجالي , إضافة إلى سوء التنظيم في اروقته ودخول الجميع دون رقابة مما جعل منه في عديد الحالات مسرحا لتبادل العنف والإعتداء على الإطار الطبّي وشبه الطبّي والممرّضين لينطبق عليه المثل العامّي " وكالة بلا بوّاب " وذلك دون الحديث عن الجانب الصحّى والاوساخ المتراكمة وغياب ابسط قواعد حفظ الصحّة والحالة المزرية التي أصبح عليها المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة كلّما نزلت قطرات من الغيث النافع ,ثمّ إن العلاقة المتوتّرة جدّا بين النقابات والإدارات والعنف الكبير المسلّط عليها من طرفهم ممن يصفون انفسهم بالنقابيين ألقت بظلالها على السير الطبيعي للمؤسّسة الصحيّة , هذه العلاقة خلقت جوّا مشحونا بين الزملاء وبين الاطباء والممرضين والعاملين أثر بصورة واضحة على اداء الجميع والذي أصبح البعض منهم يعمل تحت التهديد والوعيد وإستعمال القوّة والضرب كما حدث مؤخّرا مع السيد المدير الجهوي للصحّة وقبله مع المدير العام للمستشفى الجامعي الهادي شاكر ورغم كلّ القضايا المنشورة ضدّ القائمين بالعنف فإنهم مازالوا يتصرّفون بنفس الأساليب وبنفس العنف الممنهج وحتّى المواطن وكانه أراد السير على نفس المنوال فيقوم من حين لآخر بالإعتداء على إطاراتنا السامية وكلّه تحت مسمّى الحرّية والديمقراطية المغلوطة .فكيف لإطار طبّي او إداري ان يعمل تحت الخوف وحياته مهدّدة في كلّ حين ؟ المراجعة الفوريّة للقوانين المنظمة لتوزيع ميزانيّة الادوية وتوفير العنصر البشري في المستشفيات وتقنين العلاقة بين جميع مكوّنات المشهد الصحّي بالمدينة وردع المخالفين مهما كانت مراكزهم او مسؤوليتهم هي الطرق الوحيدة الكفيلة بتطوير القطاع الصحّي بالمدينة دون الحديث عن حتميّة بعث مستشفى جامعي جديد يتحمّل جزء من العبء الثقيل الذي عجز ما هو متوفّر الآن على إستيعابه