المدرّب حمّادي الدّو يعتبر من احسن المدربين التونسيين في هذه المواسم فالرجل يملك من الخبرة والحنكة الشيء الكثير وبرهن انه من طينة المدرّبين الكبار رغم بعض المؤاخذات في تصرّفه في الرصيد البشري المتوفّر له ومع بعض اللاعبين ولعلّ من سوء حظّه أنه اخذ المشعل عن مدرّب كبير إسمه كرول (والذي أضرّ بالنادي الصفاقسي كثيرا بخروجه المسرحي )ومسك الفريق وهو في القمّة نتيجة وأداء والجميع يطالبه بالبقاء على القمّة فهل وفّروا له آليات النجاح ؟ الهيئة المديرة حاولت ان توفّر له ما بإستطاعتها توفيره رغم نقص الموارد الماليّة وعزوف " أكابر" الصفاقسيّة عن مدّ يد المساعدة لإعتبارات عديدة لعل اهمّها وجود لطفي عبد الناظر على رأس الفريق وهي حقيقة لا يمكن نكرانها غير أن ذلك لم بالقدر الكافي لإدارة فريق في حجم النادي الصفاقسي المطالب بالتتويج محليّا وإفريقيا فوجد حمادي الدو نفسه أمام تحدّيات كبيرة عجز في آخر الأمر على مواجهتها فاللاعبون أصابهم بعض الفتور ولعبت بهم الأيادي الخفيّة من داخل الجمعيّة وخارجها بالحديث عن صفقات المليارات والإنتقالات إلى فرق أروبيّة وخليجيّة وحتى تونسيّة جعلت مامان يوسوفو يهجر الفريق وإدريسا أصبح جسما بدون روح وندونغ بلغ به الصلف حدّ الإضرار بنفسه وبفريقه وكلّ هذه العوامل أربكت المدرّب حمادي الدو وافسدت حساباته وأضافت الهيئة المديرة على الطين بلّة بعدم نفي التفكير في إستقدام مدرّب جديد لتتعكّر الاجواء داخل المجموعة واصبح الحديث عن مقاطعة التمارين والمقابلات الإفريقيّة حقيقة واضحة امام الجميع فهل يستطيع أي مدرّب مهما ذاع صيته أن يعمل تحت التهديد بالإقالة في أي لحظة وهل يستطيع أن يتحكّم في مجموعة كبيرة من اللاعبين وهو يفقد سلطان التحكّم في مصيره ؟ هذه علّة كرة القدم التونسيّة ككلّ ولا تعني حمادي الدو فقط ولهذه الاسباب غاب الإنظباط وإحترام إلتزامات اللاعبين تجاه فرقها ومهما كان إسم المدرّب الجديد حتى وإن كان " مورينهو" فلن يستطيع النجاح في هذه اللخبطة التسييريّة التي تشهدها فرقنا واللهث وراء النتائج السريعة التي لن تات إلا بالعمل وبراحة البال وبفرض الإنظباط والتقيّد ببنود العقود من طرف الجميع دون ان ننسى توفير المتطلبات الماديّة الضروريّة .