في المسند وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم». الحديث وعند أبي داود عن عبدالله بن عمرو وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة». قال عبيد الله بن أبي مليكة: سمعت عبدالله بن عمرو يقول إذا أفطر: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي". لقد فهم سلف الأمة خطاب رب الأنام، وعرفوا قيمة الزمان وحرمة الأيام، فأعطوا للتاريخ نماذج يعجر اللسان عن ذكرها ويعجب البليد من فهمها، فهذا الشافعي رحمه الله كان له في رمضان ستون ختمة، وكان الزهري إذا دخل رمضان قال إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام، وكا ن مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف . أما آن لنا أن نفهم الحكمة كما فهموها، ونعمل الصالحات كما عملوها، وننال المنزلة التي نزلوها؟! أيها المبارك… لنجعل من رمضان مدرسة نتعلم منها الصبر ، فرمضان شهر الصبر كما روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه أبو داود.«والصوم نصف الصبر». كما ورد به الخبر عنه صلى الله عليه وسلم رواه الترمذي. لنتعلم فيه الصبر على طاعة الله من صيام وصلاة وقيام وقراءة للقرآن وصدقة.. فهذا نبي الأمة صلى الله عليه وسلم يترجم لنا ذلك واقعاً ملموساً في حياته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر وهذا أفضل الأعمال وأكملها.