أشير أولا إلى أنه كل شيء وارد في المقابلات الرياضية سيما في كرة القدم فمن يلعب أحسن ويخطط أحسن يفوز بالنتيجة لذا هذه الهزيمة أو النكسة الكروية ليست نهاية العالم كما يقال , أتذكر وإني كنت متابعا للمباريات الكروية كغيري من الشباب منذ سنوات أواخر الستينات حيث كان النادي الصفاقسي مدرسة كروية ولا يزال – ففي حقبة المدرب اليوغسلافي كريستيك – وإثرها – الذي غرس في النادي الصفاقسي أسس لعب كروي في غاية التنسيق وصنع الفرجة مع تحقيق النتائج الإيجابية حيث كان في النادي لاعبون أفذاذ مثل – شيطان الكرة – الجناح الأيمن علية الساسي الذي كان يراوغ ويتخلص حتى من 3 مدافعين في نفس الوقت وكذلك كان هناك اللاعب عبد الله الحجري الذي يراوغ برجله اليسرى مجموعة من عدة لاعببن وهو شبه واقف في مكانه أي في مساحة مترين مربعين على الأكثر فلا أحد يمكن له افتكاك الكرة من بين قدميه كذلك نتذكر اللاعب منجي دلهوم الهداف الذي في كل مقابلة يسجل شأنه شأن المرحوم عقيد صاحب الرأس الصاروخي حيث لا تخلو مباراة من هدف أو إثنين بالرأس كذلك اللاعب الموهوب حمادي العقربي صاحب المراوغات العجيبة والقذفات الصاروخية المسددة بدقة متناهية مع قوة لا تضاهيها سوى قذفات البرازيلي روبرتو كارلوس كذلك اللاعب عبد الوهاب الطرابلسي الذي سجل هدف الإنتصار على الترجي في نهائي كأس تونس سنوة 71 منذ الدقيقة الثانية للمباراة من نصف الميدان مما سبب هزيمة للترجي وقتها فتسببت جماهيره في حوادث تحطيم مما دعا لحل الفريق في عهد بورقيبة وقتها دون نسيان المدافع الهداف مختار ذويب وغيرهم كثير مما يستدعي صفحات عديدة لذكرهم جميعا كان اللاعبون وقتها كلهم هواة ليس هناك إحتراف وليس هناك ملايين تدفع للاعبين كما هو الشأن الآن حيث أن اللاعبين الآن هم أشبه بالمرتزقة تجدهم يفكرون في عشرات الملايين ويركزون على قبضها فينسون المطلوب منهم وتحدث الهزائم فعليه في كل ميدان تدخل فيه الفلوس إلا ويفسد وينحدر دون تعميم طبعا حيث أن المحترفين الأجانب في أوروبا وغيرهم ناجحون ومنظبطون بعكس ما يدور عندنا دون تعميم طبعا فعليه إني ألاحظ من وجهة نظري أن اللاعبين الهواة في الزمن الماضي لم يبرز أحد مثل بروزهم ما عدا في حالات قليلة فهل هناك لاعب مثل أي ممن ذكرتهم في فنياته وانضباطه وعطائه ؟ هل هناك لاعب مثل العقربي الآن ؟ لا .مثل علية الساسي ؟ لا.مثل المرحوم عقيد ؟ لا . حتى من الفرق الأخرى كسكك الحديد الصفاقسي – الرالوي – أذكر اللاعب رمضان الذي كان يرعب حراس المرمى بسبب أنه يسجل أكثر أهدافه من ضربات الركنية مباشرة حيث لما يسجل ركنية من على يمين الحراس تدخل الكرة شباكه بعد أن تحك العارضة في الزاوية 90 فتجد الحارس وهو مستعد في نصف مرماه لا يلحق الكرة التي تدخل أمام ناظريه الشباك وهو يتفرج عليها مبهورا … هل هناك لاعب مثل رمضان مختص في تسجيل الأهداف مباشرة من ضربات الركنية ؟ لا طبعا حتى على المستوى العالمي لا يوجد .. وطبعا تلك مواهب برزت من الفن والموهبة دون التفكير في مئات الملايين م كما هو واقع الحال . هناك حلول حسب رأيي لتجاوز النقائص ولو على المدى المتوسط منها إنشاء فرع يهتم بتكوين المهاجمين وصانعي الألعاب على أسس صحيحة مع تكوين ممرنين توانسة فالمدرب الأجنبي ما هو إلا مرتزق ولا يفهم نفسيات التوانسة ولا – شحنهم – النفسي وتحميسهم وجعلهم لا ينهارون من أول هدف يقبلونه كما حصل في مباراة أمس . لذا لا ينفع اللوم الآن ولا رمي المسؤولية على أي طرف معين … الجميع مسؤولون لا عبون وجهورا ومسؤولين وفوق كل شيء تلك مباراة كروية وكل النتائج فيها واردة وكله من تقدير الله تعالى . نأمل أن يستوعب النادي الصفاقسي هذا الدرس للبناء للمستقبل على أسس صحيحة مع استعمال الحزم لأقصى درجة ضد أي لاعب غير منضبط أو يمسه الغرور . والسلام