اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2014 ..هو ثالث أيام عيد الأضحى المبارك..وهو كما يعلم الجميع يوم عمل هذه السنة… ومن بين من فتح أبوابه ليقدم خدماته لزبائنه المخابز… ولكن يبدو أن البعض لم يعد يتقيد بأي قوانين ولا مواثيق ولا شرف المهنة ولا حتى أخلاقياتها… من تجار وصناع وحتى موظفين وغيرهم ..أصبح الهم الوحيد لهؤلاء الجشعين الربح السريع وربهم الأعلى الدرهم والدينار… لم يعد يردعهم أي شيء… من أجل تحقيق أكبر قدر من الأرباح… من حلاله وحرامه… اليوم بعد أن فرغت من العمل .. توقفت في طريقي أمام أحد المخابز للتزود بالخبز… وكانت مخبزة تقع على طريق تنيور وهي من المخابز المصنقة "صنف ج" التي تبيع المرطبات والخبز من الحجم الصغير المعروف ب "الباقات" … ولكن ما أدهشني هو نوعية الخبز المقدم… خبز صغير لا يتجاوز طولها الشبر محترقة من الخارج ونيئة من الداخل… ثم إن صاحب المخبز علق ورقة على جانب المخبز بجوار الخزينة التي كان جالسا أمامها لمحاسبة الزبائن ..كتب عليها بالحرف الواحد" خبز سبيسيال 180 غ ب 250 مي" أعرب بعض المشترين عن رفضهم لهذا الاستغلال وغادر بعضهم الصف حانقا رافضا الشراء.. بينما اضطر صاحب الحاجة إلى الشراء وهو يعض على أسنانه من شدة الغيض.. وتجرأ أحد الحرفاء وسأل مستغربا : – لماذا 250 مي؟؟ وما هو السبيسيال في هذا الخبز؟؟؟ أنا أرى أنه أسوء حالا من الخبز العادي؟؟ حاشى نعمة ربي؟؟ – هذاكا الموجود …خوذ وإلا توة غيرك ياخو.. رد الخباز ممتعضا وهو ينظر للحريف شزرا. وهكذا نرى أن المستهلك أصبح فريسة لكل من هب ودب…فلا قانون يحمي.. ولا مراقب يردع.. ولا دولة تفرض احترام القانون وتضرب على يد المخالف… فإلى متى يستمر الحال على ما هو عليه؟؟؟ ومتى تقوم الدولة بدورها في حماية المواطنين من جشع هؤلاء الذين لم يعد لهم هم سوى السطو على أموال الناس بالباطل؟؟؟ ومتى تقوم فرق المراقبة الاقتصادية التي تتقاضى رواتبها من مال دافعي الضرائب من المواطنين بواجباتها في مراقبة سلامة البضائع وسلامة أدوات الكيلوالميزان ومطابقتها للمواصفات واحترام قواعد حفظ الصحة التي لم يعد أحد يعبأ بها؟؟؟