المفاجأة كانت كبيرة وصادمة صباح اليوم في سوق بوشويشة خاصّة وبالمدينة العتيقة عموما فقد غابت الحركيّة العاديّة وأغلب التجّار أمام باب محلاتهم يتجاذبون أطراف الحديث الذي طغت عليه كلمة " كساد" والبعض الآخر يطالع الصحف علّه يقرأ خبرا ينبئه بقرب الإنفراج … حتى المواطن المسكين يجوب اروقة بوشويشة وسوق الحوت ونهج الباي ونهج الجامع الكبير ويخرج بقفّته فارغة أو من بعض ما يسدّ الرمق بسبب الغلاء الفاحش لجميع الاسعار وفي جولة أخرى بباب بحر تعمّقت المأساة فجميع المغازات خاوية من الحرفاء وحتى من أصحابها الذين وجدنا اغلبهم امام البنوك لإيجاد حلّ لمشكلاتهم المستعصية إن كان هذا حال صفاقس مدينة العمل والتي لا تتاثّر بسرعة بالكساد فماهي أحوال بقيّة المناطق ؟ الجميع يشتكي وكل القطاعات حتى الحيويّة منها تندب هذا الوقت الذي أصابهم في صميم أعمالهم والأتعس هي لغة التشائم التي لمسناها لدى أغلب من فتح قلبه وتكلّم بصراحة فهم يرون المستقبل أكثر قتامة من الحاضر ولا امل لهم في إصلاح الوضع لأن الحكومة أحكمت حول عنقهم حبال الجباية والخطايا ودفوعات لم يفهموها فهل يسير الإقتصاد التونسي نحو الهاوية ؟