تحتضن مدينة صفاقس في الفترة الممتدة بين 9 و15 أفريل 2015، النسخة الأولى لمهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية التراثية الذي تنظمه جمعية محمد الجموسي للموسيقى والفنون ، تحت شعار "البحر الأبيض المتوسط: ملتقى الحضارات". وقد هيأ المهرجان ضمن فعالياته، برنامجا حافلا ومتنوعا من الثقافات والفنون المتوسطية، تشارك فيه إلى جانب تونس، كل من تركيا وإسبانيا وفرنسا ما يوفر فرصة للجمهور للاستمتاع بإيقاعات متنوعة ترحل بالسمع والبصر إلى أزمنة مختلفة. يروم هذا المهرجان, وفق ما يؤكد المنظمون, الاحتفاء بالموسيقى التقليدية في العالم, وخلق الحوار والتلاقح بين تعابير مختلفة, لتأكيد أهمية الفن في تحقيق التعايش بين الشعوب, خصوصا أن الموسيقى لغة إنسانية مشتركة, لا تعترف بالحدود الضيقة للوطن الواحد. ويرى السيد النوري الشعري مدير المهرجان أن مثل هذه التظاهرات, تكشف غنى الموسيقى, خصوصا عندما تتلاقى تجارب بلدان وثقافات مختلفة, لتتوحد في لغة الفن الراقي, الذي يخاطب الأحاسيس والوجدان, وكذا الوقوف على ما هو مشترك بين ثقافات الشعوب, خصوصا في ما يتعلق بالموسيقى التقليدية المتوسطية. تقاليد موسيقية تراثية عريقة ستتآلف على مدى فترتين الأولى في شهر أفريل والثانية في شهر ماي, خصوصا أن "الموسيقى التقليدية هي ترجمة جيدة للتناغم بين أكسسوارات مختلفة من العادات والتقاليد . إيقاعات موسيقية لفنانين من دول شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط, ستحمل الجمهور لمعانقة أشكال متعددة لفنون وثقافات البلدان الأخرى, من خلال حفلات فنية متنوعة, منطلقها فضاء رمز هو المسرح البلدي بصفاقس وفرقة عريقة هي الفرقة الوطنية للموسيقى وفنانة أصيلة هي النجمة التونسية والمطربة المثقفة نبيهة كراولي والفنان المتميز نصر علي في موعد رمز هو 9 أفريل . كما سيكون عشاق الموسيقى على موعد مع فرقة لها تاريخ حافل بالنجاحات هي فرقة إذاعة صفاقس وفرقة المعهد الجهوي للموسيقى بصفاقس صحبة فنانة قريبة إلى النفوس محببة لدى الجمهور النجمة نجاة عطية والفنان المهذب جمال الشابي. المهرجان الذي تدعمه وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والهياكل الجهوية من مندوبية ثقافة وولاية وبلدية وجامعة سيمثل بمختلف الأشكال والأنماط الموسيقية العريقة موعدا متوسطيا مهمّا وسيساهم في الآن ذاته في التنشيط الثقافي والفني لولاية ستكون قريبا عاصمة للثقافة العربية وتتطلّع لاحتضان الألعاب الاولمبية المتوسطية.