اذا قلتم لكم اليوم بأنّ هناك من يبكي بالدمعة الحرّة من ابناء صفاقس على الحالة التي آلت إلىها المدينة العتيقة فعليكم ان تصدقوا ذلك .. ولمن لا يعلم فإنّ المدينة العتيقة بصفاقس تعدّ نظريا من أجمل المدن العتيقة في البلاد التونسية نظرا لما تتميز به من تنظيم محكم في أنهجها المصففة بشكل مستقيم بالطول والعرض، ولقد كانت أغلب العائلات بصفاقس في الخمسينات والستينات وحتى السبعينات تمتلك منازلا في المدينة العتيقة بخلاف منازلهم في الأجنة .. ولكن اليوم تغيّرت الأحوال وأصبح الدخول إلى المدينة العتيقة بعد الخامسة مساء مغامرة غير مأمونة العواقب، فالفساد منتشر في أرجاءها إنتشار السرطان والجميع في صفاقس يعلم ماذا يدور ليلا وراء الأبواب المغلقة في المدينة العتيقة ، بالإضافة إلى إنتشار تعاطي مختلف أنواع المخدرات وإستنشاق مواد مثل الكولة والدليون ، وبالإضافة إلى هذا الإنحدار الأخلاقي الذي بات يطبع المدينة العتيقة وأغلب منازلها، فإنّها تعرف قدرا من القذارة وتراكم للقمامة يطرح أكثر من نقطة تساؤل عن سبب كل هذا الاهمال لمدينة بهذا الحجم وبهذا الوزن في وجدان المواطن بصفاقس وفي تاريخ الوطن .. وليس من المعقول أن نواجه معضلة المدينة العتيقة وللأبد بهذه السلبية واللاّمبلاة ، من اي طرف كان ومهما كانت الأسباب .. فهل بلغت الرسالة ؟؟ يا ذنوبي ...