تسكن احشاء الارض اسرارا تعمق تاريخ مدينة صفاقس التي شهدت الحياة البشرية منذ عصور ما قبل التاريخ وقد تركت الحضارات البونية والرومانية والبنزنطية والعربية الاسلامية اثارا لا تزال شاهدة على ازدهارها وما تخفيه الهضاب وأعماق المياه من كنوز وأثار تشهد على النهوض العمراني والبشري والاقتصادي والفكري لعاصمة الجنوب . تأتي الصدفة كعادتها لتزيح الغطاء عن كنوز في عمق الارض وتحت التراب وتكشف عن اثار جديدة جاءت لتعزيز موقع صفاقس حضاريا . وتفتح الباب للحفريات التي لم تنطلق بعد ولم تحدد المرجعية التاريخية لهذا الاكتشاف الكبير . اكتشف صاحب قطعة ارض بيضاء بطريق العين كلم 7 وهو بصدد حفر اساس منزل جديد ‘ مقبرة ترجع الى العهد الروماني حسب الابحاث الاولى ‘ وقد قام بإعلام الجهات الرسمية بالجهة والتي تنقلت بدوها على عين المكان صحبة مجموعة من خبراء المعهد الوطني للتراث . طوقت المكان فورا وشددته بحراس لحماية الاكتشاف ‘ وقد تنطلق اشغال الحفر خلال الاسابيع القادمة . قامت الجهات الرسمية بالتكتم والتعتيم على الخبر حماية لما يحمله من كنوز داخل القبور المكتشفة ‘ ويبدوا ان الاكتشاف في غاية الاهمية مما جعل معهد التراث والمندوبية الجهوية تتحرك بسرعة البرق لتقرر بداية اشغال الحفر والاكتشاف والتدقيق ‘ حيث ستفتح حظيرة تنقيب في غضون الاسبوع القادم وتدعم حماية الموقع لتواجد قطعة الارض وسط منطقة ذات كثافة سكنية كبيرة وخوفا من الناهبين لتراثنا ولصوص الاثار .