جاء تتويج مدينة وهران بشرف تنظيم النسخة ال19 من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2021، الخميس على حساب نظيرتها التونسيةصفاقس، لينسي الدولة الجزائرية مرارة الإخفاق في الفوز بشرف تنظيم كأس أمم إفريقيا 2017، والتي كانت تراهن عليها الجزائر كثيرا قبل أن تخسرها أمام الغابون في مسرحية هزلية، كان رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عيسى حياتو مخرجها الأول، بعد أن خضعت عملية اختيار البلد المنظم لأغلى عرس إفريقي لمعايير لا تمت بأي صلة للشفافية وقواعد "التصويت النظيف"، وهي المعطيات التي كانت غائبة تماما في عملية التصويت ببيسكارا لاختيار البلد المنظم لدورة المتوسط 2021، خاصة أن أغلب الدول الأعضاء في الاتحاد المتوسطي أوروبية وليست "إفريقية". وكان الدرس الذي استخلصته السلطات الرسمية الجزائرية من قبل العجوز حياتو، وقعه على ملف مدينة وهران والإستراتيجية التي اختارتها الجزائر للترويج لهذا الملف، حيث لجأت الجزائر إلى آلتها الدبلوماسية وبإيعاز من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، الذي شدد على ضرورة فوز وهران بشرف تنظيم هذا الحدث الرياضي المتوسطي الهام، وظهر ذلك من خلال لجوء سفراء الجزائر في الدول المتوسطية للترويج لنقاط القوة في الملف الجزائري، فضلا عن الزيارات والملتقيات الخاصة بهذا الغرض والمنظمة في وهران، بغية إطلاع المسؤولين الأجانب على "صحة" الملف الجزائري، من خلال إبراز المنشآت والبنى التحتية لعاصمة الغرب الجزائري، المتوفرة حاليا وتلك الجاري الإنجاز فيها، والتي قال متابعون إنها صنعت الفارق مع الملف التونسي، كما كان للتحرك الرسمي الجزائري في الأشهر الأخيرة وقعه الإيجابي، خاصة من خلال استقبال سفراء الدول المتوسطية بمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال للترويج لملف وهران، وهي "التحركات السياسية" التي رجحت الملف الجزائري على حساب الملف التونسي، الذي كان يعاني من هذا الجانب بسبب الأوضاع الأمنية في تونس. من جهة أخرى، كان لتنوع المشاريع والمنشآت الرياضية المتوفرة والمنتظر انجازها في وهران، الأثر الكبير في أعضاء اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، في تصويتهم للملف الجزائري، ويعد المركب الأولمبي عبد القادر فريحة، وعلى رأسه الملعب الأولمبي من أبرز الأوراق الرابحة لملف وهران، خاصة أن الأشغال بهذا الملعب، الذي كان معنيا باحتضان مباريات "كان 2017" قبل أن تطير إلى الغابون، تقترب من نهايتها وهو ما وقف عنده أعضاء لجنة المعاينة المتوسطية، والذين أعجبوا بهذا الصرح الرياضي، الذي ينتظر أن يكون جوهرة الألعاب سنة 2021، فضلا عن التزام الجزائر بانجاز قرية أولمبية من 7000 غرفة بمواصفات عالمية لإقامة الوفود المشاركة، وهو أبرز شرط لتنظيم هذه الألعاب، وهو ما لم يكن متوفرا في الملف التونسي، وبالإضافة إلك تتوفر وهران على عدة هياكل رياضية أخرى، كقاعة الرياضات بعين الترك والسانية وتلك الجديدة ببئر الجير، وهي المشاريع التي تتجاوز ميزانتيها ال250 مليون يورو، في حين يقول التونسيون أن الجزائر خصصت 5 ملايير دولار من أجل احتضان وهران لهذا الحدث المتوسطي. "الترامواي" والمطار الجديد دعما الملف إلى ذلك كانت لمشاريع البنى التحتية المنجزة في السنوات الأخيرة بالباهية، الأثر في ترجيح كفة وهران، وعلى وجه التحديد مشروع الترامواي والتوسعة القائمة في مطار وهران الدولي، ما عزز شرط المواصلات في ملف وهران، هذا بالإضافة إلى مشروع الميترو المتوقع إطلاقه، من أبرز النقاط التي أعجبت أعضاء اللجنة المتوسطية لدى زيارتها لوهران، وهي كلها معطيات كانت فاعلة في عملية التصويت التي جرت الخميس.