يقول ( كينون غيسون ) ” السياسيون الاشرار ‘ يجيدون السبل الا شرعية لجني المكاسب الشخصية وبذات الوقت يلوحون بأعلام الأمة التي يخونونها كل يوم بإدعائهم الوطنية وإنهم جراثيم قاتلة تتكاثر بسرعة وتنمو كالأعشاب الضارة على جسد الدولة ... ” أنا مسرحي وأجيد لعب القناع وتقنياته وأعرف قراءة الأقنعة البشرية وألوانها وخاصة قناع السياسي ... إن الادعاء بالنزاهة قناع يلبسه السياسي ليستر وجهه المرتشي ويقدم نفسه الحارس الأمين على قنوات المال العام لسد الطريق على منافسه الذي يتحين الفرصة ليكون الحارس الأمين على قنوات المال العام ليختلس منها ما يشاء ... تعلمنا من النظام البائد نظام الطواحين التي تدور برياح الفساد والإختلاس وأصبحنا ندرك ونؤمن أن من النادر جدا أن تجد سياسيا مؤتمنا حقا على أموال عامة دون أن يكون مرتشيا ... ومن مهازل القدر أصبح السياسي المرتشي يبرر فعلته بدعوى أن سرقاته لصالح قيادة حزبه لتغطية نفقات نشاطاتها الحزبية ... فالأموال عائدة من جديد إلى المواطن المسكين لكن من أو عبر منافذ وأبواب أخرى وبذلك يصبح فعل السرقة جماعيا ينهض بأعبائها منتسب حزبي واحد في السلطة ... سيحصل على الحماية الحزبية التي تعفيه من المسائلة القانونية . إنها الفتوى السياسية الجديدة التي تبرر فعل الرشاوي والإختلاسات والفساد من الدولة ومن قواعد اللعبة السياسية عند إفتضاح فعل السرقة والإختلاس المالي وفشل الحزب في توفير الحماية للمختلس فعليه تحمل نتائج الفضيحة لوحده حفاظا على سمعة الحزب وقيادته ريثما يجد مخرجا لتخفيف عقوبة السجن أو تهريبه خارج الحدود وإعلان فصله الشكلي من الحزب ليقود منخرط او منتسب أخر مهام السرقة والاختلاس ويتزعم منظومة الفساد ويصبح منفذ اخر يفتح منافذ وشبابيك إلى المال العام لصالح الحزب وقياداته . يقول ( مايكل مور ) ” إنه من المعتاد إدعاء السياسيين في المعارضة بالنزاهة ‘ وحالما يصلون الى السلطة يصبحوا لصوصا باحتراف ” . السياسة منظومة معقدة وخاوية وهي قواعد خالية من العواطف ولا تأمن ... ولا تقر ... ولا تعترف بالقيم والمبادئ الإنسانية وإن تلحفت بها لاستغفال العامة من الناس لزجهم في أتون الصراع السياسي وذلك من خلال إختراق جدار لا وعيهم عبر الشعارات الكاذبة وتحريض رواسبهم الكامنة وتجييشها في خدمة النخب السياسية وفي خدمة مصالح هذه النخب الساعية أبدا لتحقيق غايات غير معلنة . في السياسة ينبغي على المرء أن يعرف جيدا أعدائه وكيفية التعامل معهم . الكذب ... الإبتزاز ... الخيانة ... الثرثرة ... والازدواجية من قواعد اللعبة السياسية . إجادة فن التضليل والمراوغة هو الذي أكسب العديد من السياسيين الشهرة الواسعة . فقط القليل جدا منهم شرفاء ويتحلون بالنزاهة والإستقامة تمكن من الوصول الى السلطة . ما يثير الدهشة والإستغراب في العمل السياسي ‘ ليس تقاضي الرشاوي والخيانة والكذب ... وإنما إدعائه عكس ذلك . لا توجد أفعال بريئة للسياسيين فكل فعل ‘ سلوك ... ممارسة ... طعن ... مشاركة ... لا بد أن تدل على توجه ما ومؤشر على هدف ما أنجز أو سوف ينجز مستقبلا . لا يوجد فرق بين السياسي واللص سوى في طبيعة الأداء ‘ كلاهما يسرق لكن الاول يسرق بغطاء قانوني فلا يتعرض للعقوبة والثاني يسرق خارج إطار القانون ويتعرض للعقوبة . كما أن الأول يسرق الوطن بكامله ولا يشبع في حين الثاني يسرق المواطن لسد حاجاته اليومية ومن قواعد اللعبة السياسية ... الكذب ... السرقة ... والإختلاس ... ” اللهم إني قد بلغت = يا شعب تونس الحذر ثم الحذر من خيانة البشر ... ” ” لا يلدغ التونسي من جحر واحد مرتين ”