تونس 5 ديسمبر 2009 (وات) تنطلق يوم الاثنين المقبل بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن قمة الاممالمتحدة حول المناخ التي تعلق عليها المجموعة الدولية امالا عريضة للخروج بقرارات حاسمة تستخدم كخارطة طريق للمفاوضين لتحديد الاطار القانوني بهدف تقليل انبعاثات الغاز التي باتت تهدد العالم. وعقب انتهاء العمل ببروتوكول كيوتو سنة 2012 يبحث حوالي 191 بلدا مشاركا في القمة التي تتواصل اعمالها الى غاية 18 ديسمبر الجارى سبل وضع معاهدة جديدة لمعالجة انبعاثات غاز الدفيئة وتاثيراتها البيئية المتعددة. وبروتوكول كيوتو الذى دخل حيز التنفيذ سنة 2005 ولم توقع عليه الولاياتالمتحدة يفرض على الدول الصناعية خفضا بقيمة 5 في المائة من انبعاثاتها للغاز بحلول 2012 وتسلط قمة كوبنهاغن الضوء على اهمية التحرك الفعال من اجل تضييق الخلافات وبناء الثقة بين الدول المتقدمة والنامية وجمعهم في مناقشات خاصة وجها لوجه لتحديد اهداف التخفيف من اثار التغيير المناخي من قبل الدول الصناعية ودعم الدول النامية للتقليل من زيادة انبعاثات الغاز بها وزيادة التمويل والدعم التكنولوجي لدعم الاستثمار في الاقتصاد الاخضر. وتتهم البلدان النامية الدول المتقدمة بانها المتسبب الاكبر في ظاهرة التغيير المناخي وتطالبها بتمديد فترة السماح لبناء تنميتها اسوة بالتنمية التي حققتها البلدان المتقدمة. ويشار الى ان المواطن العادى في الدول المتقدمة يتسبب شهريا في انبعاث طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون حسب اخر الاحصائيات. وتحتاج البلدان النامية الى مساعدات طارئة تتمثل في تمويل بعيد المدى من قبل الدول الصناعية بقيمة 100 مليار دولار للتأقلم مع التغييرات المناخية التي تتسبب فيها الغازات الدفيئة. واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العالم بحاجة الان واكثر من اى وقت مضى الى بلورة « اتفاق عاجل « لمعالجة معضلة التغيرات المناخية موءكدا ان قمة كوبنهاغن التي وصفها ب» التاريخية» تعد خطوة حاسمة على الطريق الصحيح « في اتجاه اتفاق طموح قادر على حماية المواطنين ودعم النمو الاخضر المستديم». واعرب الامين العام عن قناعته بأن القمة المرتقبة ستودى الى تبني اعلان قوى يحدد اهدافا لخفض انبعاثات غاز الدفيئة المسوولة عن الاحتباس الحرارى مشيرا الى ان روءساء الدول والحكومات هم وحدهم القادرون على اتخاذ قرارات صعبة تلزم بلدانهم بخفص انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون. كما اعرب رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسين عن تفاوله بامكانية توصل قادة العالم خلال الايام القليلة المقبلة الى توقيع اتفاق دولي يحد من اثار التغييرات المناخية. ودعا في هذا السياق البلدان المتطورة الى خفض انبعاثات غازات الدفيئة فيما طالب البلدان النامية ببذل جهود لتحديد نموذج للنمو الاقل ضررا للبيئة. وفي هذا الاطارر اعلنت كل من بريطانيا وفرنسا خلال الاسبوع المنقضي عن اجراءات تتمثل في انشاء صندوق بعشرة مليارات دولار لمساعدة البلدان النامية على التصدى لظاهرة الاحتباس الحرارى. وتعهدت بريطانيا بدفع 3ر1 مليار. كما ان كلا من الصين والولاياتالمتحدة اللذان يعدان اكبر بلدين ملوثين في العالمر اقترحتا قبل ايام قليلة من بدء القمة حلولا كفيلة بالحد من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربونر حيث قررت الصين خفضها لانبعاثات الكربون لكل وحدة من اجمالي الناتج المحلي في عام 2020 بمقدار 40 الى 45 بالمئة مقارنة مع مستويات عام 2005 وستتوجه الولاياتالمتحدة ثاني اكبر ملوث في العالم الى كوبنهاغن حاملة معها عرضا يتمثل في خفض الانبعاثات بنسبة 17 بالمئة مقارنة مع مستويات عام 2005 بحلول عام 2020 وكميات كبيرة في المستقبل. ومن جانبهار تعهدت الهند بخفض انبعاثات الكربون بنسبة ما بين 20 و25 بالمئة بحلول عام 2020 مقارنة مع مستويات عام 2005 ويجمع المختصون والخبراء اليوم تقريبا على ان كوكب الارض صار اكثر سخونة وان الوضع سيكون كارثيا وسيمثل تهديدا مباشرا لحياة السكان في العالم اذا لم يتم اتخاذ اجرءات طارئة كفيلة بالتقليص من حدة الاثار الناجمة عن التغييرات المناخية. وحسب لجنة الاممالمتحدة للمختصين في التغير المناخي فان متوسط حرارة الارض ارتفع ب 74ر0 درجة مائوية بين 1906 و 2005 ويتوقع ان يواصل هذا المتوسط ارتفاعه. ويعتبر ثاني اوكسيد الكربون الناتج عن استهلاك الوقود من فحم ونفط وغاز السبب الرئيسي في مشاركة الانسان في ظاهرة الاحتباس الحرارى. ويوءكد المختصون في هذا الصدد ان الجليد القطبي اخذ في الذوبان ولن ينحصر انعكاس ذلك هناك بل ان العالم باجمعه سيتاثر به. ويعني ذوبان الجليد انعكاسااقل لحرارة الشمس وامتصاصها من طرف المحيطات. وتساهم هذه العوامل في تاكل السواحل وهبوب العواصف وحدوث الفيضانات مهددة بذلك البلدان الجزرية والملايين من سكان المدن الساحلية عبر العالم على المدى البعيد. ويتزايد القلق من توالي موسم الجفاف في شرق افريقيا. وينتظر ان تشكل قمة كوبنهاغن التي تشد انظار العالم مرحلة حاسمة كفيلة بالخروج بقرارات تضع الانسانية في الاتجاه الصحيح للحد من المخاطر المترتبة عن ظاهرة التغييرات المناخية التي تعتبر اكبر قضية عالمية تعرفها البشرية في القرن ال210